لفظ مسلم أضبط من لفظ البخاري، لكن صحة السند عند البخاري أقوى ولا شك.
القاعدة العاشرة: تنظيم الوقت والاهتمام بالصحة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) فعلى طالب العلم أن يهتم بصحته، لأن صحة الجسم هي عنوان صحة القلب والعقل، فيهتم بغذائه جيدا، ويهتم بممارسة الرياضة، ولا يسهر في غير فائدة اللهم إلا في طلب العلم والعبادة، وينام قبل أن يسهر ليستعين على السهر، وأعظم ما يحفظ به طالب العلم صحته، هو اجتناب معصية الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إن ذلك مجرب، فالطاعة تقوي البدن، والمعصية تضره و تضعفه، ولا يحتاج ذلك إلى زيادة بيان، كذلك الوقت هو رأس مال طالب العلم، فلا يمكن أبدا لمن أراد هذا الطريق أن يضيع دقيقة من وقته في غير طاعة وفي غير فائدة، وحال السلف مع أوقاتهم منتتشر في كتب المناقب والآداب، فلا تضيع وقتك أخي في الله، فإنك مسؤول عن عمرك، وأعظم ما في عمرك شبابك، فلو ضاع منك خسرت كل شيء، فاغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك.
القاعدة الحادية عشرة: العلم بفقه النفس البشرية وفقه الواقع: فيلزم مع العلم بالتنزيل، العلم بأحوال النفوس البشرية، وهو ما يسميه الفقهاء: (حال المخاطب)، وهذا مهم في التمييز بين الناس باعتبار دعوتهم إلى الدين الصحيح، وإفتائهم، وإن كان ذلك سيأتي متأخرا، لكني ذكرته هنا إتماما للفائدة، كذلك لا بد من العلم بواقع الأمة من كل الجوانب، اقتصاديا وسياسيا وفكريا و أخلاقيا واجتماعيا، لتعرف و تفهم كيف تتحقق المصالح الشرعية و كيف يكون درء المفاسد قدر الإمكان في هذا الواقع المعاصر، فأنت بطلبك للعلم ستكون على ثغر من ثغور الدين تذود عن حماه، وتخشى أن تؤتى أمتك من قبلك.
القاعدة الثانية عشرة: العمل بالعلم: وهذا هو المقصود من العلم، فإن العلم بلا عمل من أخلاق اليهود، كما أن العمل بلا علم من أخلاق النصارى، والعمل بالعلم هو خلق هذه الأمة المباركة، والآيات في هذا الشأن كثيرة، منها قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله) وقوله تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) وقوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ... إلى قوله: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) نعوذ بالله ممن هذه حاله، ومن شقي من أهل العلم فعذابه أشد من الجهال، فليس من يعلم كمن لا يعلم، ولا يظلم ربك أحدا.
وأخيرا أحبابي في الله، فعلى الطالب أن يبتعد عن مواطن الشبهات والتأويلات والتعصب المذهبي والتجريح و الطعن، خاصة وهو في بداية طلبه للعلم، ولا يدخل في الجدال، فإنه ممحقة لبركة العلم، حتى إذا ما اشتد عوده وقوي علمه، واستنارت بصيرته، وتأدب بأدب العلماء، يمكنه أن يناظر، ويرد على المخالفات والشبهات، ويصدع بالحق، وإلا كان كاتما له.
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذه الموعظة، وأعوذ بالله أن أذكركم بها، وأنساها، وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، و أرجو أن تنبهوني على أخطائي
وجزاكم الله خيرا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم أبو الفاروق الأثري
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:01 م]ـ
أهلاً، وسهلاً بك أخانا الفاضل ..
كم هو جميل ما ذكرتَه؛ فقد أوجزتَ وأفدت ..
ونرجو أن تصغِّر الخطَّ في قابل (ابتسامة) ..
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:24 م]ـ
بارك الله فيك على هذه النصائح الغالية
ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:39 م]ـ
ماشاء الله , وفقك الله اخي ونفع الله بك
نصائح ثمينة ومفيدة , و أسلوبك جميل وبسيط ... زادك الله علما
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[18 - 10 - 08, 03:07 م]ـ
خلاصة مفيدة , يحتاج طالب العلم تذكرها دائما ً
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. زادكم الله تقاً وعلماً ..
ـ[علي غيثه]ــــــــ[23 - 10 - 08, 10:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
ـ[محمد رضا شعنبي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 01:24 م]ـ
بارك الله فيك بارك الله فيك بارك الله فيك