تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من حقوق العلماء: الاعتذار لهم في الأخطاء]

ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[29 - 10 - 08, 12:07 ص]ـ

بسم الله والصلاة و السلام على رسول الله

أما بعد

فقد قرأت هذه المقالة لشيخنا الحبيب أبي جابر عبد الحليم توميات عجل الله بشفائه فألفيتها عظيمة الفائدة خاصة للمقصرين أمثالي فأردت ان ينتفع بها إخواني والله من وراء القصد

محبكم محمد

الاندلس

أبو جابر عبد الحليم توميات الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ الكلام في هذه المسألة قبل سنوات قليلة، عشرٍ أو زد عليها قليلا، كان يُعدّ من المسلّمات، ومن الحقائق الواضحات، بل من الواجبات المحتّمات، دون أيّ خلفيّات مُسْبَقَة، ولا ظنونٍ خاطئة ملْصَقة، ولكن ..

لمّا اختلط الحقّ بالنّابل، والتبس الحقّ بالباطل، أصبح لزاما علينا قبل التحدّث عن هذه المسألة أن نبيّن ثلاث قواعد توضِح الكثير من الحقّ للنّاس، وتزيل كثيرا من الإلباس ..

قواعد ثلاث إلى الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الدّعوة إلى الله والّذين لا يجدون إلاّ جهدهم ..

قواعد

القاعدة الأولى: المقصود بالأئمّة الّذين هم أهل لحسن الظّن بهم والاعتذار لهم، هم أئمّة الكتاب والسّنة على سير وفهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن تبعهم بإحسان .. الّذين عُرِفوا بتحرّي الاستدلال من هذا المعين الصّافي، والمنبع الكافي:

- لا يقدّم في باب (العقائد) قواعد أهل الكلام على كلام ربّ البريّة.

- ولا يقدّم في باب (الأحكام) آراء الرّجال على النّصوص الشّرعية.

- ولا يقدّم في باب (السّلوك والتّربية) خرافات الصّوفيّة.

- ولا يقدّم في مجال (الدّعوة) وطريقِها الأفكار البشريّة والسّياسات الوضعيّة والنّزعات الحزبيّة.

فإذا علمت أحدا هذه طريقته في الاستدلال، فهو السّنّي وإن أخطأ في بعض الفروع. لأنّ الخطأ في فرع من مسائل العقيدة أو الأحكام أو السّلوك أو المنهج الدّعوي لا يسلم منه أحد إلاّ المعصوم صلّى الله عليه وسلّم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن وقع في بدعة من البدع:

" ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون، كان من نوعِ الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمّة وأئمّتها، لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنّة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه وفرّق بين جماعة المسلمين، وكفّر وفسّق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحلّ قتال مخالفه دون موافقه، فهؤلاء من أهل التفرّق والاختلافات، ولهذا كان أوّل من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج المارقون، وقد قاتلهم أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فلم يختلفوا في قتالهم كما اختلفوا في قتال الفتنة يوم الجمل وصفِّين، إذ كانوا في ذلك ثلاثة أصناف: صنف قاتلوا مع هؤلاء، وصنف قاتلوا مع هؤلاء، وصنف أمسكوا عن القتال " [2].

ويقصد رحمه الله بقوله: " ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمّة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنّة " بعض بحار هذا الدّين، كعكرمة، والثّوري، وسعيد بن جبير، والضّحاك، ومقاتل، وغيرهم كثير ممّا لا يمكن إحصاؤه.

إذن فهذا الكلام عن المقتدين بالكتاب والسنّة، أمّا المتّبعون لأهوائهم من المبتدعة وغيرهم، فليس على مثلهم يُلوى، ولا على مثلهم يحزن، من أمثال من جعل:

- علم الكلام أصلا يبني عليه الاعتقاد.

- والتعصّب للمذهب أصلا يبني عليه الأحكام.

- والطّرق الصّوفية وروّادها أصلا يبني عليه التّزكية والسّلوك.

- والتحزّب وقواعد اللّعب السّياسي أصلا يبني عليه الدّعوة إلى الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير