[مناقشة ظاهرة تفريغ الأشرطة]
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[10 - 11 - 08, 11:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أخواتي
رواد هذا الصرح العظيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أما بعد
أود طرح عليكم ظاهرة، وأرجو منكم جميعا إبداء رأيكم فيها
و انا اتصفح في بعض المنتديات السلفية، وجدت فيها كما هائلا من التفريغات للأشرطة العلمية، بل كاد أن يكون طابع ذلك المنتدى {تفريغ الاشرطة وبس} الشيء الذي حيرني، هل أصحاب هذه التفريغات استفادوا فعلا من تفريغاتهم للأشرطة، أم أن مرورهم على كلام الشيخ في الدرس أو الشريط كان مجردا، وهل تفريغ الأشرطة صار هواية لبعضهم.
كنت أيام الزمالة أرى بعض الإخوة يفرغون الأشرطة، لكن لا يستفيدون منها، بل تجد تفريغه للشريط حبيس مكتبه.
تجده قد فرغ سلسلة شرح الواسطية، وسلسلة شرح بلوغ المرام ......
هل استفاد من هذا الشرح، وهل ضبط الكتاب؟!!!!!!!!!
هذه التساؤلات قدحت في ذهني من وقت بعيد، وناقشتها مع بعض الزملاء، ووجدنا ان هؤلاء المتفرغون لتفريغ الأشرطة لو أنهم ركزوا على جانب الإستفادة قبل الإفادة لكان خيرا لهم.
لاشك أن تفريغ الشريط ليس امرا سهلا، بل شاق ومتعب إلى الغاية، لكن هل يدرك الشخص الذي يفرغ الشريط مدى الندم الذي سيعتريه يوم يجد نفسه قد فرغ سلسلة عدد أشرطتها 20 ولم يستفد منها شيئا، لأن همه كان منصبا في قالب التفريغ فقط، واهمل جانب الإستفاد.
كثير من الشباب يود لو انه يكمل شريطا واحدا ويستفيد منه، وبالمقابل تجد فئام من الناس يمرون على عديد من الإشرطة و السلاسل ولا يستفيدون منها شيئا، بشهادة احدهم.
قال لي أحد الناس وقد فرغ سلسلة شرح بلوغ المرام قال {فرغت أغلبها، لكني لم أستفد منها}
أترك المجال لكم أيها المباركون لكي تعلقوا وتعطوا الآراء المناسبة.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 - 11 - 08, 12:19 ص]ـ
بارك الله بكم، إن وجدت نموذجا أو اثنين أو أكثر مما ذكرت، فلا يعني ذلك توقف هذا الخير، ولا يعني أن أحدا منهم لم يستفد.
أخوك محدثك عمل في تفريق الشرائط فترة، ولا أزال بين الحين والآخر، وقد استفدت أثناء التفريغ استفادة عظمى بفضل الله لم أكن أتوقعها. هذه واحدة. وكذلك أعرف بعض الأخوة، كما أنك عرفت العكس.
أما الأخرى والأهم .. أن العامل في المطبعة مثلا لو توقف عن عمله بحجة أنه لا يقرأ كل الكتب التي يعمل عليها، فسيكون الخراب الخراب ..
انظر بارك الله فيكم إلى موقع الشبكة الإسلامية، وانظر كم شريطا تم تفريغه .. مئات الشرائط .. يمكنك البحث فيها، والاقتباس من كلام قائليها .. وهذه حلم كان يراود الكثير ..
ما ذكرت عن المطبعة مثال للتقريب، وإلا فالأمر يختلف تماما، من حيث مفرغ الشريط غالبا ما يكون طالب علم، ولو كان في نفس فنه كان أفضل لا شك ليستطيع تمييز أصوات المصطلحات ولا يشتبه عليه شيء مما يسمع بقدر طاقته.
فلندعهم ينشرون الخير، فرب مبلغ أوعى من سامع .. ورب حامل فقه غير فقيه .. ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه!!
لذا يكون هذا الموضوع للنصح لإخواننا العاملين في ذلك المجال:
1 - الإخلاص للنية، والنية قبل كل شيء.
2 - لا مانع من أن يكون ذلك عملا للأخ يتكسب منه، وليس في ذلك عيب، كفاية له، وليس أجرة على عمله.
3 - التفطن والذكاء واستغلال وقت التفريغ للاستفادة من المادة المفرغة، حتى لو كانت بعيدة نسبيا عن تخصصه. رغم أن ذلك شاق جدا في البداية، ويحتاج إلى مجاهدة للنفس، ومعاودة التركيز كلما غفل (يعلم ذلك من جربها).
ثم كلمة أخيرة، لا يمكن أبدا أن يفرغ أحدنا شريطا مثلا أو سلسلة، ثم ينكر أن بعض كلامها قد علق في ذهنه.
ولنعذر إخواننا، لأنه ليس الهدف فقط من التفريغ هو الاستفادة الوقتية أثناء ذلك وإلا فلا استفادة، أبدا، إنما الأمر أكبر من ذلك .. فكما قلنا، منها:
1 - نشر هذا الخير بصورة أخرى (كتابة منسقة، غير صوتية).
2 - جعل الاستفادة أكبر، حيث لا يصبر الكل على السماع. وكذا بعض من حرمهم الله من نعمة السمع (عافانا الله وإياكم).
3 - سهولة البحث في آلاف الشرائط وفهرسة محتواها في ثوان معدودة [حتى لو كنت أحفظ هذه الشرائط جميعا]. [انظر الشبكة الإسلامية].
4 - سهولة الاقتباس لها أو لبعضها في الأبحاث وغيرها.
ثم أمر آخر، هذا الذي لا يفطن إلى الاستفادة منها، ليس بحجة، وليس مسوغا لتوقف هذا الخير. وهذا الكسول الذي فرغ الشريط لنفسه ثم ألقاه في مكتبته ليس بحجة، ثم هو لا يعنينها عندما نتحدث عن المشروعات الخيرية للتفريغ على الشبكة.
وأخيرا وليس آخرا .. هل يجب على كل من أراد نشر شريط أو كتاب أن يقرأه أولا؟ لا أبدا.
وهذا طبعا لا يخفى عليكم ..
والأمر نسبي ويرجع لحال كل منا على حدة.
والله أعلم. وهو الموفق لكل ما فيه خير لدينه ..
¥