جامعتكم هذه مؤسّسة علميّة محضة، ومستقلّة عن أيّ نوع من أنواع الارتباطات الحزبيّة أو السّياسيّة، ولا تهدف إلى الرّبح، وإنّما تهدف إلى بذل الخدمات التّعليميّة للرّاغبين في تحصيلها، وتهتمّ بالتّربية والتّعليم والبحث والإفتاء، مع العناية الكاملة بمنهج النّبي في أصول الدّين وفروعه، ونأمل من إخواننا وأخواتنا طلاّب وطالبات الجامعة فهم طبيعتها، وحسن تمثيلها بسلامة القصد وحسن السمت واستقامة الطّريقة، وبالجدّيّة في طلب العلم وتحصيله، والاستقامة عليه، ونشره بالرّفق والحكمة والموعظة الحسنة.
ج. العناية الكاملة بالنّصائح التّالية، وفهمها فهما متوازنا في إطارها الصّحيح:-
1. الحرص المستمرّ على تحقيق شرطي قبول الأعمال في جميع الأمور فعلا وتركا، وهما: الإخلاص لله تعالى، والصّحّة والصّواب وكمال المتابعة للنّبيّ.
2. إدراك المفهوم الشّامل للعبادة، وأنّها اسم جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة في جميع شؤون الحياة، وليست قاصرة على الشّعائر التّعبديّة بمفهومها الخاص.
3. العلم بأنّ الإيمان قول واعتقاد وعمل، وأنّه يزيد بالطّاعات، وينقص بالمعاصي.
4. فهم أنّ الإسلام هو الاستسلام لله بالتّوحيد الخالص من الشّرك، والخضوع له بالطّاعة، وتعظيم شعائر الله، وطاعته فيما أمر، والابتعاد عمّا نهى عنه وزجر.
5. الجمع في العبوديّة لله وحده بين كمال المحبّة، وكمال الخوف، وكمال الرّجاء.
6. تعبّد الله بالدّليل الشّرعي، والتّسليم الكامل له، واحترام أهل العلم، وأئمّة المذاهب، وتقدير اجتهاداتهم وجهودهم في خدمة الشّريعة الغرّاء.
7. بذل الوسع في تعلّم هذه المسائل وفهمها: العلم والعمل به والدّعوة إليه والصّبر على الأذى فيه.
8. إدراك مراتب الصّبر الثّلاث: الصّبر على الطّاعات، والصّبر عن المعاصي، والصّبر على أقدار الله.
9. استحضار قيمة العلم ومكانة أهله، والأمانة الملقاة على عواتقهم في نشر الخير.
10. التّحلّي بالصّبر والجلد والعزيمة والرّغبة والجدّية في طلب العلم.
11. اغتنام الوقت وتنظيمه وحسن المحافظة عليه.
12. الاتّصاف بالتّواضع وخفض الجناح والإنصاف، ونبذ الكبر والتّعنّت والجدل والمراء.
13. تحقيق التّكافل العلمي مع الزّملاء، ومشاركة الفوائد العلميّة معهم.
14. الحرص على استنارة العقل في إطار ضوابط الشّرع.
15. نبذ الجمود والتّقليد الأعمى، والحذر من التّسيّب والجرأة المذمومة، في وسطيّة سمحة يبتغي صاحبها مرضاة الله: راغبا في رحمته وثوابه، وخائفا من نقمته وعذابه.
16. لا يجوز الإنكار في المسائل الخلافيّة، وإنّما المشروع في ذلك النّصح والبيان والاستدلال، مع التّحلّي بآداب طلبة العلم في جميع متعلّقات هذا الباب.
17. الاستماع إلى الرّأي المخالف بأدب، والمحاورة بأسلوب علمي هادئ بعيدا عن التّشنّج والأساليب العاطفيّة.
18 ربط النّقد بمقترحات عمليّة، وتذييل التّقويم ببدائل وحلول مقترحة.
19. عمل جدول دوري واضح وجاد للمذاكرة، والإكثار من مطالعة المصادر وأمّهات الكتب العلميّة، والاستفادة القصوى من الأساتذة، ولا ينبغي تمرير مسألة من مسائل العلم دون فهم.
20. إتقان التّخصّص والسّعي للتّفوّق، والمتابعة المستمرّة للإنتاج العلمي في إطار التّخصّص.
21. الحرص على اقتناء أقراص البرامج العلميّة ومصادر العلوم الشّرعيّة.
22. الاستفادة من مواقع الانترنيت الجادّة والموثوقة، والّتي تتضمّن مصادر العلم، وبخاصّة أمّهات الكتب.
23. الحذر الشّديد من التّورّط في الإفتاء بدون علم، وتذكّر الوعيد الشّديد الوارد في ذلك.
24. البعد عن التّعالم، وعدم التصدّر للتّعليم والفتوى قبل اكتساب مؤهّلاتها، والحذر الشّديد من انتقاد أهل العلم، أو تخطئتهم، أو التّسرّع في التّعقيب على مقولاتهم، فإنّ جميع ذلك يتنافى مع آداب طالب العلم.
25. سلوك مسلك التّيسير والتّبشير، والبعد عن التّعسير والتّنفير،لقوله:"بشّروا ولا تنفّروا ويسّروا ولا تعسّروا " (البخاري).
26. التّحلّي بالرّفق واللّين، والبعد عن الشدّة والعنف استجابة لقوله: "ما دخل الرّفق في شيء إلاّ زانه، ولا نزع منه إلاّ شانه ". (مسلم)، وقوله:" إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق في الأمر كلّه " (البخاري)، وقوله: "من يحرم الرّفق يحرم الخير " (مسلم).
27. إنّ كسب القلوب – وليس كسب المواقف – هو المطلوب، وذلك لا يكون إلاّ بالعفو والرّحمة، وهو المنهج الّذي سار عليه النّبي، وقد أمره الله به، وزكى تمسّكه بذلك، حيث قال تعالى: " فاصفح الصّفح الجميل " (الحجر 85)، وقال: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " (آل عمران 159).
وفي الختام أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكلّل مساعيكم بالنّجاح والتّوفيق والحياة الطّيّبة، والسّعادة الحقيقيّة في الدّارين، وأن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وجميع من له حقّ علينا من أهل العلم والفضل، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥