تصلي الفجر ثم ترجع فتقرأ وردك و محفوظك من كتاب الله جل و علا ثم تشرع بعد إفطارك بالبرنامج الآتي: تكتب ما تريد أن تحفظ ثم تجاهد نفسك على تكراره حتى يرسخ ستعرف بعدها كم تحتاج من تكرير لمحفوظك حتى يرسخ ثم تحكم محفوظك في الصباح و سيسعفك وقتك بهذه الطريقة لوقت الضحى و سنّته و هكذا مع الحفظ إلى وقت الزوال ثم تتوقف لأخذ نفَسِ للغذاء و نحو ذلك للرواتب القبلية لصلاة الظهر ثم للقيلولة بعدها فهي سنة و أنت طالب علم معظّم للسنن ثم تواصل قبيل العصر و بعده إلى المغرب و هذا كله مع محفوظك و من أنفس الأوقات وقت ما بين الصلاتين و هما صلاتي المغرب و العشاء ففيهما فرابط في المسجد فاحرص دائما على البقاء في المساجد بين المغرب و العشاء و ستحظى فيها بالعلم و العمل فالعمل برباطك و أنت طالب علم معظّم لرسول الله صلى الله عليه و سلم و سنّته و لك فيها أن تأخذ كتابا من مُلَحِ العلم و هكذا تمضي اليومين مع الفن الواحد.
و من كان ذا قوّة و همّة (و إن كانت الطريقة الأولى أحسن) مع الملاحظة أن هذه الطريقة تطلب من صاحبها عدم الإكثار من المحفوظ فلا يزيد على خمسة أبيات بخلاف سابقتها فقد يصل صاحبها بها إلى 10 أبيات أو تزيد و على كل الأمر نسبي يختلف باختلاف القدرات العقلية لكل شخص:
فليكن نظامه في اليومين كالآتي: يأخذ محفوظه في الصباح 3 أو 5 أبيات ثم يأخذ شرحها في المساء ثم يحفظ الدرس في اليوم الموالي صباحا ثم يراجعه و يحضّر للدرس القادم في المساء.
و هي طريقة لكنها وعرة تحتاج إلى جلد و صبر و قوة حافظة.
هذه طريقة في طلب العلم و منهجية جربتها معاشر الإخوان بعد بلبلة طويلة
و من لم يجرّب ليس يعرف قدره000 فجرّب تجد تصديق ما قد ذكرناه.
و من المهمات عدم العجلة كما أسلفت و لا أحسن، أقول: لا أحسن من عدم التشريك بين الفنون فلك أن تمشي على هذه الطريقة فلا تشرك بين فنين أو أكثر في يوم واحد فقد جرّب ضعفها التحصيلي من قبل أهل الإختصاص و أهل كلهم يكادون يتفقون على أن التشريك بين الفنون هو خلاف للأولى و طريقة الإفراد كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن عوف الكوني حفظه الله تعالى طريقة تحتاج إلى: " صبر كصبر الحمار و لكنها بعد سنوات تؤتي أكلها "
و احذر يا طالب العلم من "سوف " فإنها داء في العلم و إياك من العجلة و متى رأيت نفسك تحدّثك بقولها: " متى أنهي هذا المتن " فهي أمارة الإفلاس و ترك الطلب فاحذرها.
و قبل البداءة في أي فن فجدّ و اجتهد في معرفة ما يناسبك فيه من المتون حتى لا تبتدأ فيما لا تطقه فتنقطع عنه إن عاجلا و إن آجلا.
و إياك و أن تجعل نفسك مطيّة لكثرة الآراء من أنصاف المتعلمين بل ما كان من نصيحة في هذا الباب فاطلبها من حريص مجرّب أو عالم مصوّب و قل يا رب إنّ عندي في العلم فاقة لا يسدّها سواك فسدّها و استعن به سبحانه فإنه يجيب من دعاه و لا يخيب أحد رجاه و أنت واثق بعزم أن الله جل و علا يوفقك.
هذا عهدي إليكم و ما طالته يدي من نصيحتكم و دلالتكم على المقصود و الله يحفظكم و يرعاكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ملاحظة: أخي أبا زيد إن كنت تريد مزيد الفهم على ما طرحته لك فدونك هاتف السكايبي اتصل بي فيه تحت اسم: محمد مصطفى العنبري و ستجدني أزيدك وضوحا مما ذكرته و الله الموفق.
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:33 م]ـ
شكر الله لك
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:42 م]ـ
سؤال:
بعد الأسبوع الأول من الدراسة " التوحيد والفقه والحديث "، مثلاً: هل ينتقل الطالب فى الأسبوع الثاني الى علوم أخري، ام تكون معاودة لنفس البرنامج؟
- مثلاً: علم المصطلح وأصول التفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه واللغة العربية، متى تدرس، هل سيكون لها أيام أيضاً، أم ماذا؟
- هل تقصد بعد الانتهاء من هذه الفنون الثلاثة، والانتهاء منها تماماً، ينتقل الطالب الى ثلاثة أخري؟
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:50 م]ـ
شكر الله لكم ونفع بعلمكم
من الأمور المهمة لطالب العلم الذي يعاني من التشتت:
1 - الدعاء والإكثار منه بأن يجمع الله همته ويسدده.
2 - الإنتظام في حلقة علم (المدارسة) مع الأقران فإن هذه من أنفع الطرق وهي مجربة على أن تكون مع من سيماهم الجد في طلب العلم.
3 - ملازمة عالم معين والاستفادة من منهجه العلمي والعملي.
3 - في هذا الزمن يحسن الانتساب للجامعات أو المعاهد الموثوقة لما لها من أثر بالغ في ترتيب المناهج العلمية.
أسأل الله الكريم التوفيق لي ولكم ....
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:20 م]ـ
سؤال:
- هل تقصد بعد الانتهاء من هذه الفنون الثلاثة، والانتهاء منها تماماً، ينتقل الطالب الى ثلاثة أخري؟
نعم أخي هذا الذي أقصده و المسألة تحتاج إلى صبر طويل و أنت بهذه الطريقة ستحكم العلوم المدروسة و لك في هذا طريقان كذلك:
1 - أن تمشي وفق هذا المنهج مع كتاب مختصر ثم إذا أحكمته تدرس فنا آخر بكتاب مختصر و هكذا بطريقة الإقتصار في كل إفراد على مرحلة المختصرات ثم ترتقي إلى المتوسطات ثم المطولات و هذا كله إفرادا.
2 - و هي أنفع أن تسلك هذا المنهج في الفن الواحد فتدرس على هذه الطريقة كتابا مختصرا ثم متوسطا ثم مطوّلا فتتخرّج بإذن الله بعد صبر و زمن محكما لأصول ذلك الفن ثم تبدل مكانه فنا آخر و هكذا (و هذه الطريقة هي السبيل للنبوغ و التفنن). أفدته من كلام للشيخ عبد الرحمن بن عوف الكوني حفظه الله النحوي اللغوي نزيل المدينة النبوية.
طبعا تحتاج منك إلى 40 كذا 50 سنة من طلب العلم (ابتسامة) وفق الله الجميع لما فيه رضاه.
هههه أخانا أبا زيد المغربي لم نتركك لوحدك في هذه المشاركة بل آنسناك و نصرناك.
و الحمد لله رب العالمين.
¥