تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لن يفلح في هذا العلم من يحتقر الناس لألوانهم أو يحتقر الناس لأمصارهم وأقاليمهم. أمة مصطفاة بعد الأنبياء وهم ورثة الرسل وهم العلماء وطلاب العلم هم المؤهلون من بعدهم بإذن الله. فالذي يخرج إلى الأمة وعنده هذه الخلفيات وهذه الأمراض والأدران كيف سيكون هاديا مهديا، وكيف سينتفع بعلمه وهو يحتقر إخوانه وينتقصهم. تبدأ بنفسك وتحاسبها حسابا عسيرا لكي تهتدي، وليكون طلبك للعلم بداية لصلاح ما بينك وبين الله قبل أن يكون صلاح ما بينك وبين الناس، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، وعندها يكون العلم نافعا.

من الناس من تعلم من العلم القليل فهدي إلى صراط العظيم الجليل - Y- ومن الناس من حمل العلم أحمالا لكي يلقى الله - Y- وقد غضب الله عليه في قلبه وقالبه.

إياك أن تطلب العلم قبل أن تهذب نفسك. ابدأ بنفسك فارعها عن غيها، وكل طالب علم بدأ بالكمالات وتطبيق العلم وإصلاح نفسه لطلب العلم وأن يكون أمينا صادقا لهذه الأمة المرحومة فيخرج إليها بقلب وقالب وجهه مثل قلبه من شيم الإسلام وأخلاق الإسلام، من التواضع والمحبة والبشاشة واللين والرفق هذا يؤهل طالب العلم للكمال، فإذا جئت إلى الدراسة وإلى مقاعد العلم فانطلق بهذه الأسس، لا تنطلق انطلاق الهمج الرعاة الذين لا يفقهون ولا يعلمون ولا يطبقون هذا العلم، فأنىّ يصيب الفلاح أمثال هؤلاء؟ ‍! ولذلك تجد بعض الناس يبلغ أعلى درجة في العلم وينال أعلى الدرجات وهو يفرّط في أبسط حقوق الإسلام، فيمر على أخيه لا يسلم عليه، فلم يزده العلم إلا حرمانا من الخير، حتى إنه يقول: أنا الدكتور أسلم على أمثال هؤلاء! يا سبحان الله! لماذا؟ لأنه لم يزك نفسه قبل طلبه للعلم، فكيف سيزكي نفسه بعد أن نال الشهادات وارتفع.

عليك أن تتواضع عليك أن تعد أنك هالك إلا أن ينجيك الله، وأنك تحت رحمة الله- I - هذه الأساسيات هي التي يفتح الله - U- بها على طالب العلم.

الأمر الثاني في إصلاح ما بينه وبين الله U : أن يشوب هذا العلم العبادة. عيب على طالب العلم يريد أن يتأهل للأمة عالما هاديا وهو لا يقوم الليل ولا يصوم الأيام المفضلة من الاثنين والخميس، ولا يحرص على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ويفرّط في السنن الرواتب، بل ربما حتى تمر عليه الليلة ولا يوتر. عيب على طالب العلم هذا ما يليق بطالب العلم.كيف غدا سينصح الناس ويؤهلهم، يظن بعض الناس أن العلم أن يتحمل المعلومات ثم يتكلم، يظن بعض الناس أن العلم هو تلميق العبارات، وإحسان الخطب وتجميل الكلمات، لا والله، العلم ما وقر في القلب وصدقه العمل، ولو تكلم الإنسان منذ أن ولدته أمه إلى أن يغيّب عن هذه الدنيا بشيء لن يطبقه ولن يعمل منه فلن يضع الله له البركة في قوله.

ومن بدأ في طلب العلم بهذه الأساسيات تجده إذا خرج إلى الناس خطيبا أو واعظا أو معلما أو مدرسا لن يتكلم بالكلمة إلا وأذن صاغية وقلوب واعية وجوارح تطبق ما يقول؛ لأنه صدق مع الله في طلبه للعلم؛ ولذلك الله عدل، فمن بدأ طلبه العلم بالعمل والتطبيق زكاه الله علانية كما زكى نفسه لله سره. عليك أن تجتهد وأن تعلم أن الله لا يخادع، عليك أن توطن نفسك بالصدق والإخلاص والجد في سبيل العلم صعب، ثم بعد ذلك يحرص على الكمال في العلم، يبحث عن أعلم ومن يضبط هذا العلم، وإذا كان في دراسة نظامية يحرص على أن يكون مستمعا مستفيدا أكثر من أن يكون مشاغبا متعاليا متكبرا، فكم من طلاب علم هم في الفصول رحمة، وكم من طلاب علم هم في الفصول نقمة وبلاء، تجده يكثر الجدل حتى يقال إنه مناقش حتى يقال إنه ما شاء الله ضابط تجده يناقش قبل أن يفهم الكلام الذي يقال له، وتجده يجادل قبل أن يعي الكلام الذي يناقش فيه ويجادل فيه، وعندها يحرم العلم، ومن معه يحرم العلم، وعليك أن تكون حريصا على السماع قال بعض الصالحين لابنه: يا بني كن على السماع أحرص منك على الكلام؛ لأن الله جعل لك أذنين ولسانا واحدا. الحكيم وطالب العلم له قلب يعي به:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير