[" المنهجية المثلى لطلب العلم -كيف تكون طالب* علم خطوة بخطوة* "]
ـ[سمير زمال]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:02 م]ـ
" المنهجية المثلى لطلب العلم -كيف تكون طالب* علم خطوة بخطوة* - "
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
شيخنا الفاضل لقد التحقت مؤخرا بمعهد لطلب العلم الشرعي عبر الانترنيت الا انه يوجد العديد من المواد الخاصة بالمستوى الاول فبرايك ماهي المواد التي ابدا بها اولا
وما هي المتون وشروحاتها التي تنصحني بها
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
الحمد لله الذي رفع المؤمنين والذين أوتوا العلم درجات، وألهم الاستغفار لهم جميع المخلوقات، ووعدهم بوافر الأجر وجزيل الأعطيات.
وجعل لهم في الدنيا صدور المجالس, وفي المساجد صدور المحاريب, وفي حياة البرزخ أول القبر, وجعل لهم يوم القيامة أنهم أهله وخاصته, وصلى الله وسلم على رسوله, خير من علّم وفهّم, وبعد:
بادئ ذي بدء أهنئ الأخت الكريمة على هذه الهمّة العالية, والسعي الحثيث في طلب العلم, والتزوّد منه.
وهذه نصائح أسديها للأخت الفاضلة وغيرها, ممن انضم إلى ركب العلم, وخاض غماره, لعل الله أن ينفعها بها:
أوّلاً: أنصحها بإخلاص النيّة لله الواحد الأحد:
وهذا أصل في الأعمال كلّها, قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البيّنة 5).
وجاء في الحديث الصحيح: "إنما الأعمال بالنيّات" (متفق عليه) أي: إنما قبول الأعمال منوط بصلاح النيّة.
ولكن يتعيّن الإخلاص في العلم, ومعناه: اصطحاب النيّة في إزالة الجهل عن نفسك, وفي تبليغ العلم لغيرك.
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:"غاية العالم المسلم أن يهتدي في نفسه وأن يهدي غيره , أما كثر الطلاب فمنهم من تكون غايته الوظيفة , فهم غفلة من أنفسهم وعن غيرهم , ومنهم من تكون غايته أن ينال الشهادة بالعلم , فهو مثل الأول , فأنا الغاية الحقيقة التي ذكرنا فما أقل أهلها لأنها لا ذكر لها في برامج التعليم , ولا اهتمام بها من المعلمين. وحق على كل طالب أن تكون هي غايته , وهو مع ذلك نائل العلم , ونائل ما يؤهله للوظيفة إن أبى إلا أن تكون من قصده , ولكنه بالقصد إلى تلك الغاية يكون عاملاً في أثناء تعلمه على تهذيب نفسه , ويكون مصدر هداية الناس في المستقبل , كن هذا إنما يتم للطالب إذا كان شيوخه يهتمون بهذه الغاية و ويعملون لها , ويوجهون تلامذتهم لها. وما أعز هذا الصنف من الشيوخ" (ابن باديس لعمار الطالبي 4/ 203 –204)
وقد جاء الوعيد الشديد لمن شاب نية طلبه للعلم بشوائب الرياء والمباهاة وغيرها, كما في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلّم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم" (رواه ابن ماجه وصححه الألباني)
وللإخلاص أثر عجيب في بركة العلم, وفي أثره, ولذلك قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: "من أشخص بقلبه إلى الله انفتحت ينابيع الحكمة من قلبه, وجرت على لسانه" (رواه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 52).
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: "الإخلاص لله يورث الفهم عن الله" (اقتضاء العلم العمل" ص 32).
وإنّ الإخلاص من أعظم الأسباب التي تعين المرء في طلبه للعلم, فهو يمنحه معية الله تعالى, ورعايته, وتيسير الأمور عليه.
- كتب سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز بموعظة جاء فيها: " ... واعلم أنّ عون الله تعالى للعبد على قدر النية, فمن تمَّت نيته في الخير تمَّ عون الله له, ومن قصرت نيته قصر من العون بقدر ما قصر منه" (رواه أحمد في "الزهد" ص 302).
قال أبو يعلى الموصِلِي سمِعت أحمد بن حنبلٍ يقول: "خرجت فِي وجهِ الصّبحِ فإِذا أنا بِرَجُلٍ مُسْبِلٍ مِنْدِيلَهُ على وَجْهِهِ؛ فناولنِي رُقْعَةً, فَلَمّا أضاء الصّبح قَرَأتُها فإِذا فِيها مكتُوبٌ:
عِشْ مُوسِرًا إنْ شِئْتَ أَوْ مُعْسِرًا*****لا بُدَّ فِي الدُّنْيَا مِنْ الْغَمِّ
وَكُلَّمَا زَادَكَ مِنْ نِعْمَةٍ*******زَادَ الَّذِي زَادَكَ فِي الْهَمِّ
إنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَصْرِنَا****لا يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ لِلْعِلْمِ
إلا مُبَاهَاةً لأَصْحَابِهِمْ********وَعُدَّةً لِلْخَصْمِ وَالظُّلْمِ
¥