تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف 2 , 3)

وإنّ العبد لمسؤل بين يدي الله يوم القيامة عن علمه, هل عمل به, فقد أخرج الخطيب البغدادي بسنده عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزول قد عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعٍ: عن عمره فيما أفناه , وعن علمه ماذا عمل فيه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه , وعن جسمه فيم أبلاه) (أخرجه الترمذي 4/ 611 وقال: هذا حديث حسن صحيح).

وكان السلف رحمهم الله على جانب عظيم من توافق العلم والعمل, ولذلك بزوا وارتفعوا في الدنيا قبل الآخرة.

قال الإمام عامر بن شراحيل الشعبي:"كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به , وكنا نستعين على طلبه بالصوم" (جامع بيان العلم وفضله 2/ 11)

وعن أبي قِلابَة عبد الله بن زيد الجَزمي قال (يا أيوب – يعني ابن أبي تميمة السختياني إذا أحدث الله لك علما فأحدِث له عبادة , ولا يكن همك أن تحدث به) (جامع بيان العلم وفضله 1/ 18 http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif

وعن الحسن البصري قال (كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده) (الزهد لعبد الله بن المبارك ص26)

وعن المرُّوذي قال: قال لي أحمد (ما كتبت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به , حتى مر بي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً , فاحتجمت وأعطيتُ الحجّام ديناراً) (الجامع للخطيب1/ 184)

وعن أبي عصمة عاصم بن عصا البيهقي قال (بتُّ ليلة عند الإمام أحمد فجاء بالماء فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان , فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له وِرد بالليل) (المدخل للبيهقي ص330)

وأذكر أني كنت أحضر حلقة الشيخ محمد المختار الشنقيطي في المسجد النبويّ, فكان يقول: "ينبغي لطالب العلم أن لا يؤذّن للصلاة إلا وهو في المسجد".

ولكن حال أكثر طلاب العلم اليوم أنهم يعيشون انفصاماً عجيباً, فتجدهم أزهد الناس في النوافل, وأرغب الناس عن الفضائل, وكأنما الخطاب الشرعي لا يشملهم, وكأنهم قد تجاوزوا القنطرة, والله المستعان.

سابعاً: المنهجية في طلب العلم.

إنّ المنهجية السويّة في طلب العلم لها أثر بالغ في استفادة المرء من تدارسه وحفظه لفنون العلم, وكثيراً ما يغرق المرء في الفوضى العلميّة, فلا يحصّل علماً, ولا ينال مراداً.

تجد الواحد منهم ينتقل من فن إلى فن دون أن يتمّه, ويقتحم الفروع قبل أن يحصّل الأصول, ويشتغل بالردود قبل أن يحكم القواعد, وهكذا.

فتلقاه بعد سنين ذوات عدد من طلبه للعلم, لم يحصّل سوى مسائل من العلم متفرّقة, والعلم ليس بمسائل, وإنما هو أصول وقواعد محكمة.

وهذه إشارات متفرقة حول المنهجية العلميّة:

1 - العلم كثير، والعمر قصير، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل، ولا تتعدَّ.

2 - خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات, وحبذا لو حفظت في كل فنٍّ متناً مختصراً يجمع شتاته, ويرتب قواعده.

3 - لابد من المنهجية والمرحلية، فلكل علم ثلاث مراتب: اقتصار، واقتصاد، واستقصاء.

فهن ثلاث: للمبتدئ، والمتوسط، والمنتهي.

ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة، وتلك آفة التَّسرع والعجلة، فلا تعجلْ.

4 - لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك، يبصِّرك بمفاتيح العلوم، ومداخل الكتب، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف "، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة.

لا تأخذ العلم عن "صحفي" وأقصد به الشيخ الذي لم يجالس العلماء, ولم يرتو من معين علومهم.

5 - تنقسم العلوم إلى قسمين:

1/ علوم أصلية وهي:-[التفسير, الحديث, الفقة, العقيدة]

2/ علوم مساعدة (الآلة): ما كان وسيلة إلى الوصول إلى العلوم الأصلية وهي: (أصول الفقه , أصول الحديث (المصطلح) ,علوم العربية كالنحو والبلاغة والصرف).

• ولا بد لطالب العلم من منهجية يسير عليها في تلقي هذه العلوم فإن التدرج معراج التخرج.

وهذا منهج مقترحٌ في طلب العلم, والتدرّج في سلّمه:

العلوم الأصلية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير