أما ما يتعلق بوقف المكتبات , فإنه يمر علينا أمور من المعاناة من الورثة. فمثلاً شخص توفي رحمه الله في بعض القرى , فما كان من أولاده إلا أن خلعوا باب المكتبة , وبنوه بالطين , وشمعوا عليها بالطين , واعتبروها غير موجودة , ولما تحدثوا مع أحد المختصين , وبينت لهم أهميتها فتحوا الباب فوجدوها قد أكلتها الأرضة. ذُكر لنا قاضي من قضاة الخرج توفي رحمه الله , ذُكر أنه كان لديه مكتبة , فذهبنا إليها لنشتريها ففوجئنا أنهم انتقلوا من البيت الأول إلى بيت ثاني فيلا جديدة , فقال أولاده وقال نساؤه إن هذه الكتب تجمع علينا الحشرات والصراصير ورميناها في الزبالة في الشارع , وقس على هذا كثير , يعني مخطوطات وجدت في الزبالة.
الشيخ العويّد: توفي أحد طلبة العلم رحمه الله وله مكتبة , تقريبا عشرة أمتارطولاً وعشرة أمتارعرضاً , فرحلوا إلى بيت آخر, وأوصوا الناس أن البيت مفتوح ومن يريد أن يأخذ منه يأخذ منها ما يريد.
الشيخ عبد الكريم: أدهى من ذلك أن أحد طلاب العلم المعروفين توفي قبل أربعين سنة , فجمعت مكتبته في دورة مياه لكنها ملغاة- ليست مستعملة- في السطح , فتلفت من الأمطار والسيول , فهذه كلها مآسي. ومعنى ذلك أن الإيقاف هو الوسيلة الوحيدة التي يستفاد منها , وعرفنا أن الجامعات لها عناية بالكتب , ولدي ملاحظة هي أن يتولى هذه المكتبات العامة أناس من هواة الكتب , من أصحاب الكتب , من أهل الكتب , لا يكفي أن يكون متخصص في المكتبات. مع الأسف الشديد أنا حضرت محاضرات في مكتبات مركزية كبيرة بين أمين المكتبة وبين المستعير. أمين المكتبة يقول لا هذه النسخة لا تعار, وهذه النسخة لا بأس خذها , فإذا النسخة المتاحة للإعارة هي الأصلية , والنسخة التي لا تعار هي نسخة دار الكتب العلمية ومكتوب عليها لا تعار. وهناك الشيء الكثير الذي يعتصر القلب , يعني مسألة التخصص أمر لابد منه ويجمع مع هؤلاء أناس الذين هم هواة الكتب.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[16 - 10 - 04, 05:11 ص]ـ
الحلقة الرابعة
والآن نعود إلى استكمال الكتب:
هناك كتب إعراب القرآن: الكعبري والنحاس , والمتأخرون أيضا لهم مساهمات جيدة في هذا الباب وعندي أن كتب إعراب القرآن ينبغي أن يستفاد منها , ويفاد منها في فهم القرآن , وفي إتقان اللغة , وفي إتقان النحو والصرف , فطالب العلم إذا عني بكتب إعراب القرآن استفاد فوائد عظيمة أتقن اللغة من جهة , وفهم القرآن. وخير ما يمرن عليه طلاب العلم في اللغة وهذا إقتراح نوجهه إلى المتخصصين في هذا الباب أن يعربوا القرآن , درس نحو مثلا أو في نهاية الفصل يكلف الطلاب بإعراب الفاتحة مثلا , ثم بعد ذلك يقابل إعرابهم بكتب إعراب القرآن فيصوب ويسدد , ويمكن أن يقوم به أي شخص , بمفرده يقوم بهذا العمل , يعرب الفاتحة ثم يعرض ما كتبه على كتب إعراب القرآن ويستفيد فوائد عظيمة.
هناك كتب علوم القرآن: " مقدمة التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية في غاية الأهمية , وفيها توجيهات وأمور لا توجد في غيرها , و" منظومة الزمزمي " منظومة مختصرة وعليها شروح , و" الإتقان في علوم القرآن " للسيوطي وهو كتاب جامع , و" البرهان " للزركشي كتاب حافل , و" مناهل العرفان " للزرقاني أيضا هذا كتاب مرتب ومنظم رغم أنه ناقص , و" القواعد الحسان في تفسير القرآن " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي من خير ما يستفيد منه طالب العلم , المقصود أن الكتب كثيرة , ولسنا بصدد سرد قوائم للكتب أو أسماء الكتب , لأن هذه تكفل بها المختصون في كل فن.
أما العقيدة: لما ظهرت الفرق والطوائف واحتاج الناس إلى تدوين العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة. ألف العلماء المتقدمون كتب العقائد وسموها كتب السنة بالأسانيد وجمعوها من الكتاب والسنة ومن أقوال الصحابة والتابعين التي هي العمدة في هذا الباب , وليس لمتأخر أن يخرج عن هذه المصادر في هذا الباب , فهناك كتب كثيرة منها " السنة " للإمام أحمد أو عبد الله بن الإمام أحمد , وهناك " الإبانة " أيضا , وهناك كتب كثيرة , لكن مما ينبغي أن يعنى به طالب العلم بالنسبة لكتب العقيدة: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أحاط بما قاله السلف في هذا الباب , وجمع ما كتبوه وما ذُكر وما نقل عنهم , وحرره وضبطه وأتقنه في كتب كثيرة كالواسطية والحموية والتدمرية ,
¥