تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معهد أفاق التيسير للبحوث العلمية و تقنية المعلومات]

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 09, 01:21 م]ـ

معلومات عن هذا المعهد:

التعليم الإلكتروني للمتون العلمية

العلم والإيمان سبيل رفعة الأمة

الحمد لله الذي لا إله إلا هو العليم القدير، والعلي الكبير، شرَّف العلم وأهله، وآتى كل ذي فضل فضله، ولم يخيب أَمَلَ من أمَّله، ولم يُضِعْ أجرَ من أحسَنَ عمَلَه، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، المبعوث بالهدى والنور، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور، أما بعد:

فإنَّ الله قدْ جعلَ رِفعةَ هذهِ الأمَّةِ وَعِزَّتَها وعُلُوَّها ومَجْدَها لا يتحقَّقُ إلا بالعلم والإيمان كما قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}،

والشرط الموجب يتخلف الحكم بتخلفه، وكلما ازداد العبد إيماناً زاد نصيبه من العلو والعزة.

وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وهذا كما يتحقق في الفرد فهو كذلك في الأمة بعمومها؛ فكلما كانت الأمة أكثرَ حظاً ونصيباً من العلم والإيمان كانت رفعتُها وعزَّتُها أظهرَ وأشهر، وكلمَّا ضعف حظّها منهما كانت أكثرَ تخلفاً وانحطاطاً وذلةً، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك:

- فما ظهرت الفرق الضالة والبدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، ولا قامت التيارات الفكرية المنحرفة ورفعت راياتها وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأه فأضلت كثيراً وأفسدت فساداً كبيراً إلا بسبب ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشُو الجهل.

- وما ظهرت المعاصي والمنكرات، واستُحِلَّت المحرمات، واستهينَ بالفرائضِ والواجباتِ، وخانَ الخائنون الأماناتِ إلا بسبب ضعف الإيمان.

فبقدر ما يضعف العلم والإيمان ينحط الفرد، وتنحط الأمة، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان يرتفع الفرد وترتفع الأمة؛ فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جلية.

أهمية المتون العلمية

سار علماؤنا الأوائل من عدة قرون سلفت على انتهاج المتون العلمية منهجاً موصلاً إلى حسن التحصيل وقوة التأصيل حتى تخرَّجَ بهذا المنهج عدد كبير من العلماء؛ تعلَّموا فأتقنوا التعلم، وعلَّموا فأحسنوا التعليم، وألَّفوا فجوَّدوا التأليف، فغدت أقوالهم نبراساً يهتدى به، وسيرهم أسوة يؤتسى بها، ومؤلفاتهم منهلاً لكل عالم ومتعلم، رحلوا وبقيت مآثرهم وآثارهم دليلاً على حسن منهجهم، وجودة تحصيلهم، وانتفاع الناس بعلومهم.

ذلك أن المتون العلمية تجمع لطالب العلم في كل فَنٍّ لُبَّ مسائله، تجمع شتاتها بألفاظ مختصرة، وتقسيمات معتبرة، تقرب البعيد، وتيسر العسير، وتجمع المتفرق، فيتناولها العلماء بالشرح والتفسير، والبيان والتحرير، حتى يذلّ صعبها، ويتضح مشكلها، وينفتح بها للطلاب أبواباً عظيمة من العلم النافع الذي يجدون حلاوته ولذته وأثره عليهم وفائدته، ولايزالون يتدرجون في مدارج تلك المتون حتى يبلغوا مبلغاً عظيماً من العلم، وقديماً قيل: (من حفظ المتون حاز الفنون)، وإنما ينتفع بالحفظ من فهم ما يحفظ، فلذلك كثرت شروح العلماء على المتون واشتهرت.

واقع طلاب العلم اليوم

إن الناظر في أحوال طلاب العلم اليوم ليجدهم يعانون في التحصيل معاناة شديدة، أخرتهم سنوات عديدة، وحصل للأمة بسبب تأخرهم وتخلفهم نكسات ونكبات، فما أكثر ما جنى الجهل على الأمة من محن ورزايا، وفتن وبلايا، يعلم كل ذي لُبٍّ موفق أنه لا مخرج منها إلابالعلم والإيمان، وأن الحاجة ماسة لتذليل ما يعانيه طلاب العلم من الصعوبات، وتيسير وسائل التعلم والتعليم، وتجويدها وإتقانها حتى تسير على السبيل المأمون المفضي إلى الأهداف المرجوة، الذي يُؤمَن فيه على شباب الأمة من الانحراف والانجراف وراء الأهواء المغرضة، أو الشهوات المضلة.

فمع كثرة المغريات والملهيات، والشواغل والمعوقات نجد طلاب العلم يعانونمن أمور نجمل أهمها في النقاط التالية:

ا: طول فترة التحصيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير