( ... وكون الإنسان يرجع إلى أكثر من طبعة هذا عندما يعترِضُهُ ما يقتضِي ذلك من استغلاق عبارة أو يغلب عليه أو على ظَنِّهِ أنَّهُ خطأ الكلام لا يستقيم يرجع إلى الطَّبعات الأُخرى، واقتناء الطَّبعات كُلِّها في كُل ما يحتاج إليه طالب العلم هُو مُهم جدًّا؛ لكنْ دُونهُ خَرْطُ القتاد، أنا مِمَّن يُعْنَى بِجَمْعِ الطَّبعات في الكُتُب القديمة بطبعاتِها القديمة؛ ولكنَّها مُرْهِقة تحتاج إلى جُهْدٍ كبير لتَحْصِيلِها، وتحتاج مع ذلك إلى مُتابعة في البحث، وتحتاج إلى مكانٍ واسِع، وتحتاج إلى دَعْمٍ مادِيٍّ قويّ؛ وإلاَّ لو وُجِد من هذهِ الطَّبعة تصحيح جُملة تعادل قِيمة هذا الكِتاب، لو صَحَّحْت جُملة واحِدَة يستقِيم بها الكلام المطلُوب، فَكَوْن طالب العلم يَقْتَنِي الطَّبعات لا سِيَّما بعضُ الكُتُب التِّي هُو بأمسِّ الحاجة إليها لا يضيرُهُ أنْ يَجْمَع في شرح عِلَل التِّرمذي عشرة مُجلَّدات مثلاً تحوي جميع طَبَعات الكِتاب، ثُمَّ ماذا؟ لكن فتح الباري مثلاً طُبِع عشر مرَّات يجمع كم؟ مائتين مُجلَّد، صعب، نقول: مثل هذا في كُتُب التَّفسير الكبيرة أو كُتُب الشُّرُوح، هذه يَصْعُب على طالب العلم أنْ يَجْمَعَها؛ لكنْ الكُتُب التِّي حَجْمُها صغير بإمكانِهِ أنْ يَجْمَع هذه الطَّبعات من أجلِ أنْ يُراجع الطَّبعات الأُخرى إذا وقف على خطأ في الطَّبعة التِّي بين يديهِ والتِّي يعتني بها)
2 - على من اتخذ أصلا في فن أن يجتهد في الحصول على مخطوطة منه، ذلك أنه قد تُحوجه بعض الإشكالات إلى الرجوع إلى الأصل المخطوط حتى يَنحل ماانقدح في ذهنه من إشكال.
3 - يجدر بطالب العلم أن يُميِّز أصوله عن غيرها من الكتب، بحيث تكون قريبةً منه، نصبَ عينيه، سهلةَ التناول، ليُكثِر من مراجعتها ومذاكرتها.
4 - سبق في ذكر ضوابط تحديد الأصول أن تكون معتمدة عند أهل الفن، مخدومة بالشروح والحواشي، وعليه فعلى المرء أن يحوز مااستطاع من الكتب المتعلقة بذاك الأصل شرحًا، وتحشيةً، واختصارًا، ونظمًا، واعتراضًا، واستدراكً ا، وغير ذلك من أضرُب الكتب الخادمة.
ومما يُلحق بذلك أنّ على طالب العلم الحرصُ على جمع الشروح الصوتية المسجلة لهذا الأصل.
5 - على طالب العلم أن يحترم أصوله (كيف ذلك؟) ج/بأن يُجنِّب حواشيه من التعليقات التي هي في حقيقتها حشوٌ، وكذا من كثرة الإحالات بالأسهم نحوها التي تشتت ذهن الطالب.
فعليه أن يتحقق قبل أن يكتب أيَّ شيء على أصله حتى لايأتيَ عليه يوم يتمنى أن لو كان قد عَدِم أقلاما وقت تقييداته، وعليه أن يُرتِّب حواشي أصله، وذلك بأن يجعل معه نسخة أخرى من الأصل لتكون مسودة للتعليقات والتقييدات من الشروح الصوتية، فإذا ماأكملها، رتبها في أصله، فيَخرُجُ له في نهاية المطاف أصلٌ محقّقُ التقييدات مرتّبُ الحواشي.
6 - على طالب العلم أن يسعى جاهدا في قراءة أصله على شيخ متقن، وذلك لتصحيح الكتاب لفظًا ومعنًى، حتى لايجور قلم الطالب -وكذا ذهنه- على تخطئة ماهو صواب.
هذا ماتهيأت كتابته وأعان الله على رقمه .. والحمد لله أولًا وآخرًا ..
وللموضوع ذيول وتفريعات تأتي في وقتها ..
أسأل الله الإعانة على ذلك ..
بانتظار ماتجود به قرائحكم مما يحسن رفد الموضوع به ..
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 03:14 م]ـ
ما رأيكم اخواني الفضلاء
بكتاب الكافي لابن قدامه
مع بداية المجتهد لابن رشد
في الفقه
و معارج القبول في العقيدة
ـ[مختصر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:01 م]ـ
بارك الله فيك وجزيت الجنة
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[09 - 07 - 09, 05:13 م]ـ
موضوع رائع
ما شاء الله
-
-
مع اننى مازلت فى مرحلة ما قبل البدايه
الا اننى استفدت منه بلا شك
فهو موضوع ينتفع به المتقدم والمبتدئ فى هذا الشأن
-
-
جزاكم الله خيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى
(فال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا) 66 - الكهف
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:18 ص]ـ
جزاكـ الله الجنّة أخي الفاضل.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[18 - 07 - 09, 05:47 ص]ـ
بارك الله فيك
إثراءات جميلة مفيدة
ـ[فارس النهار]ــــــــ[04 - 08 - 09, 04:49 م]ـ
ما شاء الله موضوع مبارك ... جزاك الله خيرا ..
وللفائدة ... تكلم الشيخ الحازمي -حفظه الله- عن هذه المسألة (أن يكون لك كتاب بمثابة الأصل في كل علم) في محاضرة بعنوان: حديث في المنهجية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=90098)
وللتشويق كان مما قال: لن تكون عالما في أي فن إلا إذا كان لك كتاب كالأصل تنطلق منه.
ـ[محمدالمالكي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 08:48 ص]ـ
بارك الله فيك موضوع مفيد جدا
الاخ احمد الانصاري راجع الاية في توقيعك
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:07 م]ـ
للرفع