تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حادية الفهوم إلى طلب العلوم]

ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 09:54 ص]ـ

هذه قصيدة في فضل العلم آداب الطلب وسبل التحصيل عرضتها على بعض أهل العلم فاستحسنوها وقدّم لها بعضهم، فأحببت أن أتحفكم بها وأرجو من الإخوة نشرها ليعم النفع.

المقدمة

قلبُ المتيمِ دائمُ الخفقانِ = شوقَ اللقا أو خشيةَ الهجرانِ

يا عاشقاً للغيدِ ذا كَلَفٍ بها = متغزِلاً باللحظِ والأجفانِ

أقصرْ فإنَّك ما عرفتَ الحبَّ لم = تدرِ بما تسلو به العينانِ

ما الحبُّ أن تشدو بعشقِ مليحةٍ = تسبي القلوبَ بلحظِها الفتانِ

لو تدريْ قدرَ العلمِ لم تحفلْ بها= ولقيتَها بالصدِّ والشنآنِ

فضل العلم

العلمُ أفضلُ ما سعيتَ لنيلِه = وأجلُّ ما سارتُ له القدمانِ

العلمُ أجملُ زينةٍ وأجلُّ من = تاجِ الملوكِ وحليةِ السلطانِ

لو أن هذا العلمَ صوّرَ صورةً = لتوارَ من ذاك السنا القمرانِ

أو كان شخصاً ناطقاً لرأيتَه = أزرى بكلِّ مليحةٍ وحسانِ

أو كان صوتاً كان أعذبَ نغمةٍ = وسمعتَه من أجملِ الألحانِ

أو كان قوتاً كان أشهى مطعَمٍ = وألذَّ ما قد ذقتَه بلسانِ

العلمُ أغلى ما يدٌ تحوي وما = حازَ امرؤٌ لا يُشرَىْ بالأثمانِ

يكفيك أنَّ اللهَ متصفٌ به = فهو العليمُ وعلمُه ذو شانِ

والرسلَ فضّلَهم كذاك لعلمِهم =واختارَهم لهدايةِ الإنسانِ

بالعلمِ قد خُصَّ الأنامُ وفضِّلوا= وتميَّزوا عن سائرِ الحيوانِ

والعلمُ أفضلُ من تنسكِ ناسكٍ =وعبادةِ الزهادِ والرهبانِ

(قُلْ ربِّ زدني) قد كفى في فضلِه= أنعمْ بفضلٍ جاءَ في القرانِ

والعلمُ أفضلُ قربةٍ بعد الذي فرَضَ الإلهُ فلا تكنْ بالواني

وإذا تناسبتْ الرجالُ فلن ترَىْ = نسباً كعلمٍ يا أخا العرفانِ

والعلمُ منجاةٌ من الفتنِ التي = عصفتْ كعصفِ الموجِ والطوفانِ

والعلمُ في نعمِ الإلهِ أجلُّها = وسبيلُ نيلِ الخيرِ والإحسانِ

والله فرّق بين أهلِ العلمِ والـ = جهلاءِ بانَ الفضلُ بالفرقانِ

واستشهدَ الرحمنُ أهلَ العلمِ مَعْ =أملاكِه بشهادةِ الإيمانِ

قُلْ إنَّ أهلَ العلمِ هم أهلَ النهى=والفهمِ للأمثالِ في القرآنِ

الواقفونَ عن الحدودِ تورعاً = نُضْرُ الوجوهِ مطهرو الأردانِ

وهمُ العدولُ وأهلُ خشيتِه فكمْ= ذرفتْ خشوعاً منهمُ العينانِ

واستغفرتْ لهم الخلائقُ كلُّها = كالنملِ تحت الصخرِ والحيتانِ

ورحيلُ أهلِ العلمِ أعظمُ ثلمةٍ = في الدينِ بل من أعظمِ الخسرانِ

لكنَّ أهلَ العلمِ أحياءٌ وإنْ = قد وسّدوا في اللحدِ والأكفانِ

الوارثون الأنبياءَ فكم سموا = فهمُ ولاةُ الأمرِ في الأوطانِ

رفعَ الإلهُ مقامَهم بين الورى = فمحلُّهم يعلو على الكيوانِ

ولقد أتى نصُّ الحديثِ بأنَّهم = كالبدرِ ليلَ الستِ بعدَ ثمانِ

أمرَ الإلهُ سؤالَهم في كلِّ ما = هو مُشكِلٌ يعصى على الأذهانِ

وهم الدعاةُ إلى الهدى ببصيرةٍ = وهم الألى كالشمسِ في البلدانِ

وإذا وزنتَ مدادَهم بدماءِ من = اُستشهدوا قد طاشَ بالميزانِ

ولقد دعا في نيلِه مستنفراً = في الآيِ أهلَ الفضلِ والإيمانِ

من سارَ في طلبِ العلومِ فإنه = يرقى بسلكِ طريقَه لجنانِ

ذو الفضلِ قُلْ بالعلمِ قد نالَ العلا =وأخو الجهالةِ باءَ بالخسرانِ

وانظرْ إلى الجهلِ المقيتِ لكي ترَىْ =فضلَ التعلُّمِ يا أخا العرفانِ

فالجهلُ داءٌ قاتلٌ وبليةٌ = يكفيك ذمُّ الجهلِ في القرآن

آداب الطلب

للعلمِ آدابٌ هُديتَ جليلةٌ =خُذْ جملةً منها بلا نكرانِ

أخلصْ لربِّك في مرادِك وانتبهْ = من بهرجِ الدنيا ومدحِ فلانِ

من كان يرجو مدحةً فجزاؤه = في النارِ قبلَ معظِّمِ الأوثانِ

العلمُ أعظمُ أن يكونَ مطيةً = يُجنى به هذا الحطامُ الفاني

واعملْ هُديتَ بما علمتَ ولا تكن =مثلَ اليهودِ وشيعةِ الشيطانِ

فمثالُهم في الذكرِ أسوأ مَضْربٍ =كالحُمْرِ يا لرزيةٍ وهوانِ

واخفضْ جناحكَ للأنامِ تواضعاً = فالماءُ يستسقى من القيعانِ

الوقتُ رأسُ المالِ فاحذرْ فوتَه = (إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ)

وارحلْ لنيلِ العلمِ واقصدْ أهلَه =ولتنأ عن أهلٍ وعن جيرانِ

في نيلِه سارَ الكليمُ ويوشعٌ = في رحلةٍ حيث التقا البحرانِ

واصبرْ على ما تلقىْ في نيلِ العلا= واعلمْ بأن المجدَ ذو أثمانِ

كُنْ في مرادِك سامياً متألقاً = ذا همةٍ تعلو على الدبرانِ

واحذرْ من الجدلِ العقيمِ فإنه = يدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير