تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحسد! - بين طلبة العلم -]

ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ

أولا ً فإني أحمد ُ الله لي ولكم ...

ويقول الشاعر:-

فأن يك الناس أمسوا كاسدين فقد ........ أضحى لديك التقى والبر موجودا

أن يحسدوك فكم من صالح حسدوا ........ هذا نبي الهدى قد كأن محسودا

وخير ٌ من ذلك كلام رسول الشاعر ...

فعن عمرو بن العاص، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ أحبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عن النَّارِ ويُدخَلَ الجنة فلتدركه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ، ويأتي إلى الناسِ الذي يحبُّ أنْ يُؤْتَى إليه)) ...

سبحان الله كم منا وضع هذا الضابط أمام عينه قبل أن يتكلم أو أن يغتاب!

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - " المسلم أخو المسلم، فلا يظلمُهُ، ولا يخذُلُهُ، ولا يحقرُه ولا يحسده بحسب امرىءٍ مِنَ الشَّرِّأنْ يحْقِرَ أخاهُ المُسلمَ، كلُّ المسلمِ على المُسلمِ حرامٌ: دمُه، ومالهُ،وعِرضهُ)) ...

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا)) يعني: لا يحسُدْ بعضُكم بعضاً، والحسدُ مركوزٌ في طباع البشر، وهو أنَّ الإنسان يكرهُ أن يفوقَهُ أحدٌ منْ جنسهِ في شيءٍ من الفضائل.

ثم ذكر ابن رجب ٍ كلاما ً عالي الكعب في كتابه جامع العلوم والحكم فذكر عن ابن عمرَ أنَّ إبليسَ قال لنوح: اثنتان بهما أُهلك بني آدم: الحسد، وبالحسد لُعِنتُ وجُعلتُ شيطاناً رجيماً، والحرص وبالحرص أُبيح آدمُ الجنةَ كلَّها، فأصبتُ حاجتي منه بالحرص. ...

إلى أن قال

وخير ٌ من ذلك كله كلام الرب سبحانه وتعالى ..

فقد وصف الله اليهودَ بالحسد في مواضع من كتابه القرآن، كقوله تعالى:

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ}، وقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} انتهى بتصرف ...

و عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((دبَّ إليكم داءُ الأمم من قبلكم: الحسدُ والبغضاءُ، والبغضاءُ هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقةُ الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تُؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أُنبئكم بشيءٍ إذا فعلتموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السَّلام بينكم)).

وعن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((إيَّاكم والحسد، فإنَّ الحسدَ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطب، أو قال: العُشبَ)).

و عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:

((سيُصيبُ أُمَّتي داءُ الأمم) قالوا: يا نبيَّ الله، وما داءُ الأمم؟ قال: ((الأشرُ والبَطَرُ، والتَّكاثرُ والتَّنافسُ في الدُّنيا، والتَّباغُض، والتَّحاسدُ حتى يكونَ البغيُ ثمَّ الهرجُ)).

وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم إنه داء عظيم ٌ جدا ً ...

إذْ هو أخفى والله من دبيب النمل ....

وكأن الحسد يلصق بقلب الإنسان كما يلصق القراد بجلد البعير فيمصه ....

وقد صدق الشاعر حين قال: -

فأن يك الناس أمسوا كاسدين فقد ........ أضحى لديك التقى والبر موجودا

أن يحسدوك فكم من صالح حسدوا ........ هذا نبي الهدى قد كأن محسودا

وخير ٌ من ذلك كلام رب الشاعر ...

قال تعالى .. : {مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} قال ابن عباس:- يقول الله تعالى ذكره: من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئاً ولكن الحسد حملهم على الجحد. فعيرهم الله ولامهم ووبخهم أشد الملامة.

وقال تعالى {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} قال ابن وهب:-قال: يهود لم يمنعهم أن يؤمنوا به إلا حسدهم

فالحسد قد يصد الإنسان عن الحق بل وأكثر من ذلك ...

نسأل الله السلامة والعافية ...

هذه مجموعة ٌ من الاحاديث ِ والايات جعلتها في متناول يدك ...

لعل الله يذهب عنّا هذا الداء ...

والله عزوجل - أسأل - أن يشفي صدورنا من هذا المرض ...

كتبه أبو عبدالرحمن ...

ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:58 ص]ـ

ولكن الغبطة مباحة بين طلاب العلم اليس كذلك اخى الكريم

ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[19 - 03 - 09, 08:06 ص]ـ

ولكن الغبطة مباحة بين طلاب العلم اليس كذلك اخى الكريم

الاخ الموقر الموفق أبا معاذ ...

حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه ...

لا شك والكلام هنا إنما هو عن الحسد ... وفقك الله

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:33 م]ـ

ذكّرتنا أخونا أنس,,

وليتك أكملت الموضوع عن الأسباب والطرق التي تؤدي للحسد والتي تُبعد عن الحسد,,

لكي نبتعد عن الطرق والأسباب الأولى ونعمل ونطبق الطرق والأسباب الثانية,,

بارك الله فيك أخونا أنس على هذا التذكير النذير,,,

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:10 ص]ـ

أبى بعض طلاب وطالبات العلم إلا أن يتصفوا بهاتين الصفتين: (الحسد، والكبر)!

اعلم أيها الحاسد، أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وهو ذو الفضل العظيم، واعلم أيها المتكبر، أن الله كما أنعم عليك بنعمة العلم فهو قادر على أن يسلب منك هذه النعمة، ويتركك حيرانا لا تعلم بعد علم شيئا!

نعوذ بالله من الخذلان ..

جزيتم خيرا وبورك فيكم ..

أخي المكرّم: الموضوع يفتقر التّخريج، حبذا لو تضع لنا تخريج الأحاديث، لتمام الفائدة ..

والله المُوفق ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير