ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:11 م]ـ
الدرة الذهبية الثانية: أين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب
قال الإمام الذهبي - رحمه الله - في تذكرة الحفاظ (1/ 4):
((فحق على المحدّث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكّي نقلة الأخبار ويجرحهم
جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا
تفعل:
فَدَعْ عَنْكَ الكِتَابَةَ لَسْتَ مِنْهَا ... وَلَوْ سَوَّدْتَ وَجْهَكَ بِالمِدَادِ
قال الله تعالى: ((فَاسْأَلُوا أهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية
لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك
فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)).
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:12 م]ـ
الدرة الذهبية الثالثة: كم من رجل مشهور بالفقه والرأي في الزمن القديم أفضل في الحديث من المتأخرين وكم من رجل من متكلمي القدماء أعرف بالأثر من سنية زماننا!!
قال إمامنا الذهبي - رحمه الله - في زغل العلم:
((وطالب الحديث اليوم ينبغي له أن ينسخ أولاالجمع بين الصحيحين وأحكام عبد الحق والضياء ويدمن النظر فيهم ويكثر من تحصيل تواليف البيهقي فإنها نافعة ولا أقل من
مختصر كالإلمام و درسه.
فإيش السماع على جهلة المشيخة الذين ينامون والصبيان يلعبون والشبيبة يتحدثون ويمزحون وكثير منهم ينعسون ويكابرون والقارئ يصحف وإتقانه في تكثير أو كما قال
والرضع يتصاعقون!
بالله خلونا! فقد بقينا ضحكة لأولي المعقولات يطنزون! بنا هؤلاء هم أهل الحديث؟
نعم ماذا يضر ولو لم يبق إلا تكرار الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم لكان خيرا من تلك الأقوايل التي تضاد الدين وتطرد الإيمان واليقين وتردي في أسفل السافلين.
لكنك معذور فما شممت للإسلام رائحة ولا رأيت أهل الحديث فأوائلهم كان لهم شيخ عالي الإسناد بينه وبين الله واحد معصوم عن معصوم سيد البشر عن جبريل عن الله عز
وجل
فطلبه مثل أبي بكر وعمر وابن مسعود وأبي هريرة الحافظ وابن عباس وسادة الناس الذين طالت أعمارهم وعلا سندهم وانتصبوا للرواية الرفيعة
فحمل عنهم مثل مسروق وابن المسيب والحسن البصري والشعبي وعروة وأشباهم من أصحاب الحديث وأرباب الرواية والدراية والصدق والعبادة والإتقان والزهادة
الذين من طلبتهم مثل الزهري وقتادة والأعمش وابن جحادة وأيوب وابن عون وأولئك السادة الذين أخذ عنهم الأوزاعي والثوري ومعمر والحمادان وزائدة ومالك والليث وخلق
سواهم من اشياخ ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن آدم والشافعي والقعنبي وعدة من أعلام الحديث الذين خلفهم مثل أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المديني ويحيى
بن معين وأبي خثيمة وابن نمير وأبي كريب وبندار وما يليهم من مشيخة البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وأبي زرعة وأبي حاتم ومحمد بن نصر وصالح جزرة وابن خزيمة
وخلائق ممن كان في الزمن الواحد منهم ألوف من الحفاظ ونقلة العلم الشريف.
ثم تناقص هذا الشأن في المائة الرابعة بالنسبة إلى المائة الثالثة ولم يزل ينقص إلى اليوم
فأفضل من في وقتنا اليوم من المحدثين على قلتهم نظير صغار من كان في ذلك الزمان على كثرتهم
وكم من رجل مشهور بالفقه والرأي في الزمن القديم أفضل في الحديث من المتأخرين!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وكم من رجل من متكلمي القدماء أعرف بالأثر من سنية زماننا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فما أدركنا من أصحاب الحديث إلا طائفة كقاضي ديار مصر وعالمها تقي الدين بن دقيق العيد والحافظ الحجة شرف الدين الدمياطي والحافظ جمال الدين بن الظاهري والشيخ
شهاب الدين بن فرح ونحوهم
وأدركنا من عكر الطلبة شهاب الدين ابن الدقوقي ونجم الدين ابن الخباز والشيخ عبد الحافظ
¥