تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل تريد أن تكون مباركاً في حياتك؟؟ الرجل المبارك؟؟

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:26 ص]ـ

الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، أحمده - سبحانه - وأشكرُه على ما أعطى وأسبغَ من النِّعَم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، دافع النِّقَم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير مَن مشى على الثرى بقدم، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله أهل القِمَم، وصحابته أُولِي الهِمَم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، إلى يومٍ يجمعُ اللهُ فيه الأمم.

أما بعدُ، فاتَّقوا الله - معاشرَ المؤمنين - حقَّ التَّقوى، وأصْلِحوا أقوالكم وأحوالكم، تصلح لكم أعمالكم وآخرتكم؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

[الأحزاب: 70 - 71].

إخوة الإيمان:

الرجلُ المبارك: وصفٌ تهفو له القلوب، ووسامٌ تمتدُّ نحوه الأعناق.

الرجلُ المبارك: حقيقة لا خيال، وواقعٌ ليس مُحال.

الرجل المبارك: مفتاحُ خير، دلاَّلُ معروف، وسفيرُ هداية، ورسولُ صَلاح وإصلاح، تَهْتفُ له الألسنةُ بالثناء، وترتفعُ له الأكفُّ بالدُّعاء بالبركةِ والبركات، دعا الأنبياء وسألُوا، وسعوا إليها وتحلَّوا؛ فهذا عيسى - عليه السلام - قال عن نفسه: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31]، ودعا نوح ربَّه: {رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون: 29]، أما إبراهيُم خليلُ الرحمن، فكان مباركًا ببركة الله عليه: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} [الصافات: 113].

الرجلُ المبارك: هو مَن فَتَحَتْ له البركةُ أبوابَها، فكان مبارَكًا في علمه، وعمله، وعمرِه، ومالِه، وذرِّيتِه، وبقيةِ شؤون حياتِه، فهلاَّ حدَّثْتَ نفسَك - أخي الكريم - أن تكونَ هذا الرجل، فحيَّهلا بك، فالطريقُ أمامك مفتوحٌ، وسبيلُ الوُصُولِ إليه سهلٌ ممنوح.

معاشر المؤمنين:

البركةُ - عند أهل اللِّسان -: النَّماءُ والزِّيادةُ، وفسَّرها حبرُ الأمة ابنُ عباس بأنها: الكثرةُ في كلِّ خير، هذه البَرَكةُ المنشودة تُكْتَسَبُ اكتسابًا، ومَن رامها فليلزمْ أعمالها وأسبابها.

فيا أخي الكريم:

أصغِ لنا السمع، وأحضرْ معنا القلب لأبوابٍ ثمانية من أبواب حُصُول البركات؛ علَّنا نتوشح وإياك هذه الحلَّةَ الغالية، فنلحقُ بسلك عباد الله المبارَكين.

وأولُ تلك الأبوابِ التي تُستجلب معها وبها البركات:

تحقيق تقوى الله تعالى، ومراقبته في السرِّ والعلانية، أن تخشى الله - يا عبدالله - مُسْتَشْعرًا رُؤْياه لك، وإحاطته بك، فيستقيم حينها لسانُك، ويصلحُ بعدها عملُك.

عندها أبشرْ بشمسِ البركةِ تشرق عليك في حياتِك وأمورِك، وبقدر تحقيق كلمة التقوى تصاحبُك مَعِيَّةُ البَرَكة.

واسمعْ إلى وعدِ ربِّك - ومَن أوفَى بعهْدِه منَ الله؟! -: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: 96].

لن تضيقَ أرضٌ على عبدٍ اتَّقى الله، ولن يضيقَ عيشٌ على عبْدٍ عرفَ مَوْلاه؛ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].

يا مَن يرجو نوالَ البركات، أمامك بابُ الاستغفار، فرطِّبْ لسانَك به في الخلوات والجلوات.

اصْدُق مع الله في استغفارِك وإنابتك، وحرِّك قلبك نَدَمًا مع كلِّ استغفارةٍ تخرج مِن لسانك، وسترى حينَها وبعدَها بركةَ اللهِ عليك.

واقرأْ - إن شئتَ - قول المولى - جلَّ جلالُه -: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12].

معاشر المؤمنين:

كتابُ اللهِ هو حبلُ اللهِ المتين، ونورُه المبين، أَنْزَلَه اللهُ رحمةً وهدى، وشفاءً ونورًا؛ {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 155].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير