تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسلم فاحتاج الناس إلى علمه واضح بجيب الناس بما فتح الله جلّ وعلا عليه ومنّ عليه من العلم، الشاهد من ذلك أنّ السائل والمتعلم يحتاج إلى أدب وهو مراعاة أهل العلم وأن لا يضيق بالعالم إذا لم يفتح له صدره دائما هو يشر، أحيانا يكون على حال وأحيانا يكون على حال أخرى وهذا لعله من أسباب عدم إكثار الصحابة سؤال النبي صلى الله عليه وسلم تأدبا معه وتوقيرا له عليه الصلاة والسلام وحتى يكون ذلك أبلغ في الأدب معه عليه الصلاة والسلام هذا من جهة أدب السائل.

أما العالم أو طالب العلم أيضا يحتاج إلى أن يكون أدب في الجواب وأهل العلم يعلمون ذلك وهم الذين يعلمون غيرهم في ذلك فإن كان من بعض طلبة العلم أو المنتسبين إلى العلم أو أهل العلم من لم يكن للسائل حفيا أو اشتد على السائل أو وبخه فلا يغضب السائل ويأتي كما هو حاصل اليوم يذهب ويقول فلان من المشايخ سألته ونهرني وقال لي كذا وكذا لأيّ شيئ لم نستيجده لم نطلب منه شيئا ونحو ذلك هذا لا ينبغي لأنّ المسئول ينبغي لك أن تعذره لأنّنا في هذا الزمن ليس في زمن الرياض أو المملكة منذ خمسين سنة (الذين هم في الرياض كلهم خمسة آلاف أو أربعة آلاف) الواحد في اليوم يسأل سؤالا واحدا فيجاب البال مرتاح وانتهى الأمر لا معه الآن الهاتف كل لحظة يرنّ والمسجد هذا سائل والثاني والثالث والرسائل التي تحتاج إلى جواب ونحو ذلك من المشكلات العظام أيضا التي تحتاج إلى علاج وما أشبه ذلك.

فلابد أن نكون ملتمسين عذرا لأهل العلم ولطلبة العلم لابد وإذا كنا غير ملتمسين للعذر فإن هذا غير جيد في حقنا ومن ترك مراعاة الأدب أدب السؤال وأدب الجواب. أيضا العلماء يختلفون بعضهم يكون سهل الجواب وبعضهم يكون غير سهل الجواب وهذا راجع إلى طبيعتهم الطبيعية التي جعلها الله عليه فإذن السائل ينبغي له أن يلتمس العذر وأن يتأدب وأن يوقر العالم ويستفيد من علمه بقدر ما يحبه العالم وأن لا يقصيه في أموره.

من الأدب المهم أيضا أدب السائل أن لا يحرج السائل العالم أو طالب العلم مثال ذلك مثلا أسئلة مرّت جاءني في أحد المحاضرات سؤال يقول أسألك بالله وبوجهه وأقسم عليك أن تجيب على هذا السؤال، طيب المسؤول قد يكون له نظر في أن لا تناسب إجابة هذا السؤال على العامة فأنت الآن أحرجته شرعا لأنّ من السنة إبرار المقسم فإذا أقسم عليك أحد بالله فإنه من السنة أن تجيبه (من سألكم بالله فأجيبوه) فالآن أحرجته هو يرى المصلحة الشرعية السؤال لا يعرض ولا يجيب عيه وأنت تحرجه شرعا في أن يجيبه وهذا من غاية ما يكون من عدم رعاية الأدب وعدم احترام أهل العلم وطلبة العلم لأنّك تريد أنت الإجابة لغرض في نفسك (ومثل هذا الذي يكون معه إقسام وسؤال بالله غالبا بل الأكثر والجلّ لا يكون هو الذي يريد أن ينتفع لنفسه) وإنما يريد أن يكون هذا جوابا لأشياء تتعلق بالمجتمع أو بالأمة بالرأي العام ونحو ذلك يريد أن ينتشر الجواب عن ذلك فالعالم أو طالب العلم قد يترك جواب بعض المسائل لغرض شرعي صحيح يرعاه وقد يرعى من المصالح الشرعية ما لا يستبينه السائل فإذا أحرج السائل طالب العلم في مثل هذا التحريح كان هذا في غاية ما يكون من الإساءة فإما أن يجيب عليه العالم فيجانب المصلحة الشرعية وإما أن يرتكب النهي، فبذلك يوقع العالم أو طالب العلم في الحرج في أي المفسدتين أدنى حتى يرتكبها هل يرتكب مفسدة الجواب أو مخالفة إبرار المقسم ونحو ذلك.

المسائل التي يسأل عنها تنقسم إلى مسائل في التوحيد والعقيدة ومسائل فقهية ومسائل اجتماعية.

المسائل التي في العقيدة تارة تكون غايتها بالبحث والفائدة وتارة تكون لها مساس بموقف سيكون في الواقع، فتارة يكون البحث في مسائل التوحيد والعقيدة لغرض إفادة السائل فهو يبحث عما يريد أن يستفيده مثلا مسألة في التوحيد معنى الشهادتين في شرح باب من أبواب التوحيد أو مسألة في مسائل الصفات أو الإيمان بالقدر أو ما أشبه ذلك وهناك أسئلة يسأل لكي ينبني على هذا السؤال شيئ من التصرفات في نفسه أو في من معه سواء في داخل هذه البلاد أو في خارجها فهنا ينبغي على السائل بل يجب عليه أن يبين غرضه للعالم الذي يسأله وألا يدلس عليه فيقول هذا السؤال لشخصي أو يقول هذا السؤال أريد أن أرسله لبلد كذا وكذا لكي ينتفع منه بعض من سألنا هناك مثلا أسئلة جاءت من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير