تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإذا لم تحتاج فلا تسل وهذا الحال أو الفعل (غير صواب) والفعل الثاني أو الحال الثاني: حال أهل الرأي الذين شققوا المسائل وسألوا عن أشياء لم تقع وافترضوا أحوال لم تقع في زمانهم منها أشياء لم تقع ولن تقع أبدا لأنها خيال أو لا يمكن أن تتصور إلا في الذهن أما في الواقع لا تتصور ومنها أشياء تخيلوها ووقعت ووقوع البعض لا يعني أنّ ما شققوه أنه مأذون به (بالمثال يتضح الحال) بعض فقهاء أهل الرأي من الحنفية وغيرهم لهم كتب فيها الطريقة التالية أرأيت إن كان كذا فمثلا يبدأ الكتاب الوقف هو كذا أرأيت إن كان كذا فالجواب كذا يعني أنه يسأل العالم مائة سؤال مائتين ثلاثمائة سؤال كلها تشقيق للمسائل في أشياء واقعة في أشياء غير واقعة وبإيراد الحيل في هذه المسائل وابن عمر رضي الله عنهما أتاه رجل يسمع حديثه فقال ابن عمر من السنة تقبيل الحجر الأسود قال الرجل: أرأيت إن غلبت عنه؟ قال: من السنة تقبيل الحجر الأسود؛ قال: أرأيت إن لم يمكني تقبيله قال: دع أرأيت في اليمن وهو كان من أهل اليمن من السنة تقبيل الحجر الأسود (فإذا تمكنت من تطبيق السنة فطبق ما تمكنت لا تكثر من أرأيت إن حصل كذا أرأيت إن حصل كذا) وهذا يحرمه كثيرون يظنون العلم كثرة السؤال يسأل عن أشياء لا يعلم عن حكمها يسأل ويسأل لا العلم بالتعلم وإنما السؤال كاشف للعلم وليس أساسا في العلم لأنّ الله جلّ وعلا يقول: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فإذا استشكلت فاسأل إذا كنت لا تعلم فسل وأما كل شيئ تسأل عنه في موقع واحد تسأل عشرين ثلاثين سؤال هذا غير محمود فإذن هذا القسم وهو السؤال عن أشياء لم تقع وكثرة المسائل داخل في النهي عنه فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم سؤال عن أشياء لم تقع.

القسم الثالث: وهو حال فقهاء الأمة فقهاء أهل الحديث ومن تابعوا حال السلف في ذلك وهم الذين يسألون عن معاني الكتاب والسنة وعما يدخل في دلالاتها من الفقه هذا السؤال المحمود الذي من بحث عنه فهو الذي يرضى قوله وعمله تسأل عن معنى آية تسأل عن معنى حديث استشكلته فاسأل عن ذلك فهذا لا يدخل ضمن المنهي عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نوقش الحساب عذب)) فقالت عائشة: يا رسول الله أليس الله جلّ وعلا يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك العرض عليه ومن نوقش الحساب عذّب)) تعرض عليه أعماله عملت كذا وكذا وسترتها عليك وعملت كذا وكذا وأثيبك عليها وهكذا ...

هذا عرض وأما المناقشة فإنّ معها العذاب لأنّ الله جلّ وعلا لا يناقش الحساب أحدا إلاّ عذبه كما قال عليه الصلاة والسلام من نوقش الحساب عذّب، هذا القسم محمود سؤاله وهو الذي فعله أهل العلم ويفعلونه مع مشايخهم يسألون عن أشياء تخصهم في دينهم يسألون عن معاني الكتاب والسنة ويسألون لرجاء نفعهم.

من المسائل التي ينبغي أيضا أن تراعى في أدب السؤال ما يخص الذين يسألون أهل العلم في عقب المحاضرات أو الندوات السائل الذي أرسل السؤال في الورقة طبعا يضيق المقام أن تعرض جميع الأسئلة بعد محاضرة أو ندوة لكن هو يحتاج إلى الجواب وهذا الذي يفرز الأسئلة ينبغي أن يكون متأدبا مع العالم في السؤال وأحيانا لا يرعى الأدب في ذلك بأن تحجب بعض الأسئلة ويعرض بعض الأسئلة، الأسئلة التي فيها مخالفة لرأي هذا الذي يفرز لا يعرضها والتي توافق رأيه يعرضها ولم يؤتمن على هذا!! ائتمن على أنّ المسألة التي تفيد السائل وتناسب الحال وله أن يقيم الحال حال المسجد يرعى المصلحة ويدرأ المفسدة أو ينظر لرغبة الشيخ أو العالم فيما يسأل عنه وما لا يسأل عنه هذا لابد منه، لكن أن يكون هو يختار ما يريده ويلغي ما لا يريده هذا نوع من عدم الأدب مع أهل العلم في السؤال وسبب إشكالات كثيرة يأتي هذا ويستدعي عالم أو يطلب من عالم يسأله عن أشياء هو يريدها أو تأتي الأسئلة فيبعد بعض الأسئلة التي يكون جواب العالم فيها لا يرضي جواب من يفرز الأسئلة أو لا توافق رأيه هو يعلم أنّ العالم سيجيب هذا لكن الجواب على خلاف ما يهواه فهل أنت حكم على أهل العلم في أجوبتهم؟ هذا يسبب فرقة في الأمة ويسبب أشياء من عدم رعاية وتوقير أهل العلم الذي ينببغي من الأدب للذين يسألون أهل العلم أن يسألوا الأسئلة النافعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير