- تجنب الغرور، والنظر إلى نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ، فإن ذلك عين الجهل، وقلة التوفيق، إذ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، وقد يستفيد الرجل ممن هو دونه، كما يستفيد من أقرانه وممن هو فوقه، ولا يزال الرجل عالما ما تعلم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى فهو أجهل ما يكون، كما يقول سعيد بن جبير رحمه الله،
- تجنب الاشتغال بالخلافيات، سواء في السمعيات أو في العقليات، فإنه مما يحير ذهن المبتدئ ويدهش عقله، وخير له أن يجمع همته على كتاب يتقنه في كل فن، أو متنا يحفظه في كل علم، بدلا من الدخول في شعاب الجدل والمناظرات، التي قل من اشتغل بها في أول أمره فرجع منها سالما، وإن من حفظ المتون حاز الفنون ٍ
- تجنب التنقل بين الكتب أو الشيوخ من غير موجب، فإنه علامة الضجر وعدم الفلاح، إلا إذا كان ذلك في إطار برامج مرتبة وخطط معروفة سلفا كما هو الحال في الجامعات ومعاهد العلم الإسلامية المعاصرة فلا حرج.
آداب طالب العلم مع شيخه
- تخير أصحاب الديانة والصيانة من الشيوخ، فإن من سبر أحوال السلف والخلف أدرك أن النفع لا يحصل غالبا إلا إذا كان للشيخ نصيب وافر من التقوى وحسن الصلة بالله عز وجل، فقد روي عن ابن سيرين وغيره: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم) وقال الخطيب البغدادي: (ينبغي للمتعلم أن يقصد من الفقهاء من اشتهر بالديانة وعرف بالستر والصيانة)
- إجلال الشيوخ وتقديرهم وعدم التقدم بين أيديهم
- ملازمة الشيوخ للاستفادة من هديهم وسمتهم فإن من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم
- التأدب في الجلوس بين يدي شيخه، وحسن الإصغاء إليه، وأن لا يتشاغل عن ذلك بشيء
- الصبر على ما قد يصدر عن شيخه من جفوة وشدة في بعض الأحيان والتماس العذر له.
- التلطف في السؤال عما أشكل عليه، فإنما شفاء العي السؤال، وأدب السائل من أنجع الوسائل، فإن سكت شيخه عن الجواب لم يلحف عليه في المسألة، وإن أخطأ تلطف في المراجعة.
- حسن الإصغاء حتى فيما سبق له به علم، فإن هذا من أحسن الأدب لطالب العلم، يقول عطاء بن أبي رباح: (إني لأسمع الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لا أحسن منه شيئا) ويقول أيضا: (وإني لأسمع الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لم أسمع به، ولقد سمعته قبل أن يولد)
آداب طالب العلم في درسه
- التبكير بسماع العلم والمسارعة إليه والملازمة لشيوخه
- ترغيب بقية الطلبة في التحصيل، وإعانتهم عليه، وإرشادهم إلى مظانه، ومذاكرتهم بما حصله من الفوائد، وأن لا يدل عليهم بما أوتي من قوة حافظة أو حضور بديهة فإن ذلك من النعم التي تقيد بالشكر.
http://www.assawy.com/