تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أضرار شهادات كلية الشريعة على طالب العلم لأبي عبد الرحمن الوادعي]

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[13 - 11 - 04, 01:53 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا وإمامنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:

أيها الأخوة!: كنت أظن في السابق أن كلية الشريعة - بغض النظر عن أي جامعة - في حد ذاتها لا يدخلها إلا طلاب علم , دخلوا الكلية لا للنيل شهادة ماجستير أو دكتوراة بدرجة ممتاز وإنما دخلوها لوجود نخبة من العلماء الأفضال , ولتكثيف الدروس العلمية , فإن طالب العلم الذي يطلب العلم في المساجد - وهو لا شك أفضل - قد يحضر في اليوم درس أو درسين , بينما في الجامعة لا يقل عن خمسة دروس في فنون متنوعة ...

المقصود: - وأنا قد خرجت عن موضوعي - أنك تُصدم يا أخي الكريم لما تُلقي نظرة على إحدى القاعات التي يُدرس فيها ميارث الأنبياء تجد أن المسبلين لإزارهم والمحلقين للحاهم - من يظهر عليهم آثار الفساد - أكثر من طلبة العلم!! وهذه والله يا أخوة مصيبة عظيمة وطامة كبيرة أبتليت بها الأمة , والعجيب أنه قد يكون العامي - الذي دخل لأجل الشهادة فقط - مجتهداً ومواضباً على الحضور أكثر ممن يدعون الصلاح وطلب العلم! سبحان الله.

أيها الأخوة ,, لم يقف الأمر على هذا الحد فقط بل تجد دكتوراً في كلية الشريعة مسبل وحليق!! نعم قد يكون الرجل مجتهداً في مسألة إسبال الإزار لأنها خلافية , لكن حلق الحية مسألة مجمع عليها.

وإن تعجب فعجبٌ قولهم: أننا مضطرون إلى ذلك , , و أنت لا تعلم كيف أن الوظيفة صعبة في زماننا!!

قلت: سبحان الله , لأن يموت الرجل من شدة الجوع والفقر خير له من أن يتخذ طلب العلم الشرعي وسيلة لتحصيل الوظيفة , ولعمري لإن كانت الشهادة وسيلة إلى حصول الوظيفة فهي وسيلة أيضاً للدخول إلى نار جهنم والعياذ بالله.

لكن لا أقول إلا كما قال أبو البقاء الرندي:

لمثل هذا يموت القلب من كمد-----إن كان في القلب إسلام وإيمان

وقد شكى هذا الحال , وتألم منه , وبين أضاراه:العلامة أبو عبد الرحمن - محدث الديار اليمنية - مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - , واتركك أخي القارئ الكريم مع كلام هذا الجهبذ , لكن قبل أن أنقل لك كلام الشيخ يجب أن تتنبه لأمر مهم ألا وهو: أن الشيخ في كلامه يبين ضرر الشهادة على طالب العلم المخلص , فكيف على الذي لم يخلص , فتنبه!

قال أبو عبد الرحمن رحمه الله في كتابه (غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة) (2\ 306):

( .... ولا تظن أنني حزين من أجل الرتبة التي حصلت أعطونيها في الماجستير، فالشهادة عندي لا تساوي بعرة، ولم أنتفع بها منذ وصلت وصلت إلى يدي، والشهائد ضررها على العلم عظيم.

ومن أضرارها: أنها تضعف الإخلاص أو يفقد من أجل الحصول على الشهادة والله سبحانه وتعالى يقول: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) ويقول سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن من الثلاثة الذين هم أول من يقضى عليهم - رجل أتي به فعرفه الله نعمه فيقول له: فما فعلت فيها؟ فيقول: قرأت فيك القرآن وتعلمت العلم وعلمته. فيقول: كذبت ولكنك قرأت ليقال هو قارئ , وتعلمت ليقال هو عالم فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه إلى النار) والله سبحانه يقول (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ 15 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ويقول سبحانه (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

ومن أضرار الشهادات: أنها تؤهل كثيراً من الجهال لمناصب لا يستحقونها ويوسد إليهم أمور وليسوا بأهلها.

قال أبو محمد: صدق رحمه الله ,. و الواقع أكبر شاهد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير