تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا شدد ابن باز النكير على الهلالي (مواقف المعاصرين في البعد عن الشهرة)]

ـ[محمد النافع]ــــــــ[03 - 05 - 09, 07:01 م]ـ

لعلي هنا أبدأ بذكر بعض المعاصرين ومواقفهم ممن الذين سلك منهج السلف في البعد عن الشهرة، فمن مات منهم فقد ترك لنا قدوة نقتدي بها ونسير على منوالها ومن كان حيا فمن واجب طلاب العلم إبرازهم وذكرهم فإن لأرض لا تخلو من هؤلاء الرجال العظماء وكما قيل في الزوايا خبايا ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى بعث ذكرهم وبثه في الناس

حتى لا يظهر بدلا عنهم ذكر من لا يستحق الذكر والسبب هو تقصيرنا.

إن العلماء حقيقة هم من أبعد الناس عن طلب الشهرة والحرص على الأضواء وقديما قيل حب الظهور يقصم الظهور وكم سمعت الشيخ الألباني يردد هذه العبارة والتي هي بالفعل تحكي حقيقة الشيخ وبغضه للشهرة والأضواء فلم يكن رحمه الله عالم دولة تسلط عليه الأضواء ويدفع إلى واجهة الناس ليقول ما يراد له وكذلك لم يكن عالم جمهور ينتظر ماذا يريد الناس من الفتاوى ليسارع إلى إصدار ما تشتهيه أنفسه، لقد كان الشيخ ممن يقول كلمة الحق ولا يبالي برضا أوغضب أحد حتى لو لم تصفق له الجماهير كما يقال فهو ماض في طريقه يبث العلم الذي هو أمانة في عنقه.

هذا موقف الألباني ولكن أشد منه أن تعرض عليك الدنيا بخيلها ورجلها ثم لا تلتفت لها مع أنها تنادي هيت لك ولكن هيهات هيهات فأنى لمثلها أن تصطاد ألباز المحلق في أفاق السماء والذي اشتاقت نفسه للجنان لقد كان الشيخ ابن بازرحمه الله ممن يعرض عن الشهرة ولا يرضى بمجرد المدح وتأمل معي هذا الموقف الذي نقله الشيخ عبد العزيز السدحان في كتابه الماتع الإمام ابن باز دروس ومواقف وعبر ص 96

((من عجيب بعد الشيخ رحمه الله عن الشهرة رده على الشيخ محمد الهلالي رحمه الله عندما مدحه بقصيدة أطرى فيها الشيخ، فكتب الشيخ رحمه الله مانصه:

((الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحابه،

أما بعد:

فقد اطلعت على قصيدة نشرت في العدد التاسع من مجلة الجامعة السلفية في بنارس ـ الهند ـ لفضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي، وقد كدرتني كثيرا وأسفت أن تصدر من مثله ... وذلك لما تضمنته من الغلو في المدح لي ولعموم قبيلتي وتنقصه للزاهد المشهور إبراهيم بن أدهم رحمه الله وتفضيلي عليه في الزهد، وعلى حاتم في الكرم، وتسويتي بشريح في القضاء، إلى غير ذلك من المدح المذموم الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحثي التراب في وجوه من يستعمله!

وإني أبرأ من الرضا بذلك، ويعلم الله كراهتي له وامتعاضي من القصيدة لما سمعت فيها ما سمعت.

وإني أنصح فضيلته بالعود عن مثل ذلك، وأن يستغفر الله مما صدر منه ...

ولإعلان الحقيقة وإشعار من اطلع على ذلك بعدم رضائي بالمدح المذكور جرى نشره))

*ومن الشواهد على بعد الشيخ عن حب الشهرة والمدح أن رجلا قدم محاضرة له،فبالغ في المدح،فقال أحد الحضور: اتق الله في نفسك، ألا تعلم أن الشيخ يكره الثناء والمدح في الوجه، فقال سماحته رحمه الله تعالى:

وأكرهه كذلك من خلف ظهري.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير