تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو عبد الرحمن رحمه الله: والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول كما في الصحيح من حديث أبي هريرة وقد سأله سائل: متى الساعة؟ فقال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال: وكيف إضاعتها؟. قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).

ومنها: ضياع العلم , فالطالب يهرول بعد الشهادة ولا يهمه العلم بعد الأختبار , وعلى كلٍ فقد افلس المفلسون من العلم منذ تعلقت قلوبهم بالشهادة.

ومن أضرارها: تعطل الحلقات العلمية من المساجد فقد زارني غير واحد من أفاضل العلماء فأقول لهم: ألا تُدَرِسون في المساجد؟ فيقولون: ما أتانا أحد من الطلاب يجرون بعد الشهادة!!.

والتعليم في المساجد مبارك يقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ما أجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة , وحفتهم الملائكة , وغشيتهم الرحمه , وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

قال أبو محمد: حدثني من أثق به أن الشيخ عبد الكريم الخضير سُئل عن سبب تركه التدريس في الجامعة فأجاب: الجامعة لا يوجد فيها طلاب علم وإنما فيها طلاب شهادات!.

إلى أن قال رحمه الله: ... وليست الشهادة كالإجازة التي استعملها علماؤنا الأقدمون , فإن الاجازة في الغالب لا يعطيها إلا عالم ولا تُعطى إلا لأهلٍ لذلك!!

أما هذه الشهادة فرُب طالب يتخرج من الكلية وهو لا يحسن أن يقرأ القرآن نظراً!! ولا يفرق بين ضمير النصب ولا ضمير الرفع , بل ربما لا يصلي ولا يهمه هذا , الذي يهمه هو الشهادة من أجل أن يتوظف بها ويحصل لقمة العيش.

قال أبو محمد: قد يقول قائل أن هذه مبالغة من الشيخ , لكن أسأل تعرف وقد رأيت ذلك أنا بعيني , والله المستعان.

قال أبو عبد الرحمن: ومن الخطأ: ما كنا نسمعه من بعض المدرسين ونحن في الجامعة الإسلامية أن الذي ليس لديه شهادة لا يستطيع أن يعيش في المجتمع , فأين أنت أيها الأعمى من قول الله عز وجل (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) وقوله تعالى (وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ). وغالب التجار ليس لديهم شهادات , وكثير من الناس ليس لديهم شهادات , واعرف أناساً تركوا الشهادات والرتب العسكرية واحترفوا وأصبحوا أغنياء , وأصحاب الشهادات ما يأتي آخر الشهر إلا وقد نفد مرتبه وأصبح يقترض (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) نسأل الله أن يرزقنا القناعة والإيمان بالقدر إنه على كل شيء قدير.أهـ بتصرف

قال أبو محمد: ختم الشيخ كلامه بالدعاء من الله أن يرزقنا الإيمان بالقدر , وهذه نكتة يتفطن لها طالب العلم , والله المستعان.

وفي الختام: فقد قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله)

فأبشركم: أنه يوجد ممن دخل لأجل الشهادة ثم رق قلبه من قال الله وقال رسوله ومن الوعيد الشديد فتاب واستقام وأصبح يطلب العلم لله وحده , أسأل الله العظيم بوجه الكريم أن يثبتنا على دينه وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته وأن يجعلنا من المخلصين المتبعين , والله أعلم وصل اللهم على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 11 - 04, 06:15 م]ـ

قال أبو محمد: حدثني من أثق به أن الشيخ عبد الكريم الخضير سُئل عن سبب تركه التدريس في الجامعة فأجاب: الجامعة لا يوجد فيها طلاب علم وإنما فيها طلاب شهادات!.

هذا من الأسباب لترك شيخنا العمل في الكلية.

فرُب طالب يتخرج من الكلية وهو لا يحسن أن يقرأ القرآن نظراً!! ولا يفرق بين ضمير النصب ولا ضمير الرفع , بل ربما لا يصلي ولا يهمه هذا

صدقت، فما أكثر من يلحن في الوجه الواحد مرارا وتكرارا

، ورأينا ممن يدرس معنا في مثل هذه الكليات من يهربون إلى مواقف السيارات وقت الصلاة لشرب الدخان!

ومن يسرق كتبنا من القاعات ويبيعها على المكتبات المستعملة بثمن بخس دراهم معدودة! وفيها تعليقات دونت في أشهر ...

ومن مصائب هؤلاء أنهم بعد ذلك يعدون انفسهم من المتعلمين الفاهمين لأمور الدين فتجدهم في المجالس يتبجحون بما عرفوا من خلاف في مسألة ومسألتين .. فهذا ممن علمه وبال عليه نعوذ بالله من ذلك.

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[13 - 11 - 04, 07:59 م]ـ

الشيخ عبد الرحمن السديس - وفقه الله - إن أردت الحقيقة فلم تعد كليات الشريعة كالسابق , والله المستعان.

تنبيه: المقطع الثاني الذي اقتبسته انت ليس من كلامي وإنما من كلام الشيخ , فكلام الشيخ جعلته باللون الأحمر وكلامي باللون الأزرق.

ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 11 - 04, 09:20 م]ـ

الإخوة الأفاضل:

ذكرُ المشكلة والأسف عليها مطلوب، لكن أين الحل؟، ألا ترون أن دراسة المشكلة من قبل بعض المشايخ وطلبة العلم والخروج بحلول عملية واقعية هو المتحتم على الجميع، فمن يحمل الراية؟.

اؤيد الفضلاء بما كتبوه وقد رأيت عينات من هؤلاء، لا أقول الجهل في المسائل الخلافية، بل الإشكال في جهل بعضهم في مسائل قد تكون مما علم من الدين بالضرورة.

فأين دراستهم؟!، وكيف حازوا الشهادة الجامعية الشرعية؟!، لا أدري.

وأذكر أني زرت جامعة اسلامية عريقة في تخريج العلماء وطلبة العلم، فوجدت فصلا كاملا فيه مايقارب الـ (80 طالبا، أقول - وبدون مبالغة - إن كان المستمعون للشرح (10 طلاب) فهو طيب، أما الباقي فما بين نائم او ضاحك او متكلم مع جاره او غير ذلك.

عرفنا المشكلة، وبقي البحث عن العلاج، ولا أظنه مستحيلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير