تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأجاب فضيلته بقوله: أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد، ولا نجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيراً من العلم بها؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا.

ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط. وهذه من نعم الله ـ عز وجل ـ علينا، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا، فإن العلم انتشر انتشاراً واسعاً بواسطة هذه الأشرطة.

وأما كيف يستفاد منها؟

فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه، فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها، وهو يقود السيارة، ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة.

المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه، ولا يمكن أن نقول فيها ضابطاً عاماً.

* * *

112ـ وسئل الشيخ ـ غفر الله له ـ: بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم؟ وهل يعتبرون طلاب علم؟ وهل يؤثر في معتقدهم؟

فأجاب فضيلته بقوله: لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور، وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة، لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم.

ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا؟

نقول: نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب، لكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة وبين التلقي من العلماء مباشرة، أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم؛ لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه.

وأما قول السائل: هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم، فالجواب: نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها، أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم، فلا يؤثر على معتقداتهم، بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح.

* * *

ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:25 ص]ـ

لعلي افيدكم في الموضوع بتجربة اعرفها شخصيا

أعرف شيخ من مشايخ الوقت الحالي لم يجلس على شيخ الا وقت بسيط اغلب تلقيه للعلم كان عن طريق هذه الاشرطة وقد اتاه الله قوة في اللغة العربية وحافظة قوية واجتهاد في التحصيل

ودارت الايام واصبح الان له مكانة بين العلماء في مجاله ويلقي الدروس العلمية النافعة ويشرح الكتب الجامعة

اسال الله ان يعينه ويثيبه

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:37 ص]ـ

كنت أقرأ أن الشيخ حاتم العوني الشريف قد اعتكف على أشرطة ودروس الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[08 - 05 - 09, 05:32 م]ـ

يقول الشيخ عبد العزيز السدحان في "معالم في طريق طلب العلم" (41 - 42):

" الأشرطة السمعية: هي والله نعمة، لكن كثيرا منا فرط فيها، وسبب التفريط في هذه النعمة يعود إلى عدم الاهتمام بترتيب الوقت، ولقد قرأت أثرا في أول الموضوع أن السلف كانوا يقولون: إن العلم يؤتى ولا يأتي، والآن يؤتى ويأتي بواسطة هذه الأشرطة التي تعين طالب العلم، ولقد ذكر المستمعون لها أن فيها خيرا كثيرا، ولقد انتفعت بها واستفدت خيرا، أقول هذا من باب التحدث بالنعمة. والصنعاني يقول في منظومته في الحج:

ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ** فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه.

أليس من نعمة الله عليك أن يكون العلم مصاحبا لك في سيرك، وفي اضطجاعك على فراشك، وفي جلوسك على مائدتك؟

وإن الواحد منا إذا أحسن انتقاء الأشرطة، ورتب وقتا لسماعها في سيارته أو منزله لوجد في ذلك خيرا كثيرا.

وقد حدثت أن أحد الشباب الصالحين قد حفظ القرآن الكريم كله بفضل الله، ثم بسبب هذه الأشرطة، ويقول عن نفسه: إنه كان يستمع إلى قراءة الشيخ محمد صديق المنشاوي سنتين كاملتين، كلما انتهى من شريط أعاده حتى أصبح القرآن سلسا على لسانه.

فلا تستبعد هذا على نفسك، ولكن رتب وقتك، ورتب هذه الأشرطة في أثناء سماعك لها، ولا تدخل شريطا على آخر حتى تفرغ من الأول، فإن لم تستفد من الشريط الأول فأعده مرة ومرتين وكرات ومرات.

وإذا أردت أن تعرف قدر الساعات التي تهدر فانظر في سيرك كم تسمع خلاله من شريط، فإذا كان الشريط الواحد مدته ساعة أو ساعة ونصف، فهذه أوقات تهدر لا يفطن لها الواحد منا إلا إذا نبه لها، فرتب لنفسك وقتا تسمع فيه درسا في أثناء سيرك، خاصة وقد تباعدت المنازل والدور، وكثر الذهاب والإياب، لأجل العمل والزيارات، كزيارة رحم أو زيارة أخ في الله، وقضاء حاجة من متطلبات المنزل وغيرها، ثم حافظ على هذا الترتيب وسترى أنك لا تنزل من سيارتك إلا وقد سمعت من الفوائد الشيء الكثير.

ذكرت هذا لكثرتها، ولأن فيها من العلم الشيء الكثير، ولأن مشايخنا وكبار مشايخنا علمهم محفوظ فيها، وتباع بأيسر الأثمان، ويستطيع الواحد منا أن يتناولها في كل وقت.

وأعرف إخوة شغلوا عن حضور الدروس لكثرة الأعمال والأشغال، فعوضوا هذا بالاستماع إلى الأشرطة فنفعهم الله بها " انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير