قال عاصم الأحول: ((كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم)) اهـ[السير4/ 210] وأماشدة اتهام السلف لأنفسهم، واحتقارهم وازدرائهم لها، برغم كثرة الأعمال، والطاعاتوالمجاهدات، فحدث ولا حرج. وإليك أيها الحبيب هذه الأمثلة التي تبين كيفيةاحتقارالسلف الصالح لأنفسهم مهما عملوا من أعمال.
قال الفيض بن اسحاق: قاللي الفضيل: ((تريد الجنة مع النبيين والصديقين، وتريد أن تقف الموقف مع نوحوإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟؟ بأي عمل وأي شهوة تركتها لله عز وجل، وأيقريب باعدته في الله، وأي بعيد قربته في الله)) اهـ[تهذيب الحلية 3/ 10]
وقال محمد بن واسع: ((لو كان يوجد للذنوب ريح، ما قدرتم أن تدنوامني من نتن ريحي)) اهـ[صفوة الصفوة 3/ 268]
وعن يونس بن عبيد قال: ((إنيلأعد مائة خصلة من خصال البر، ما في منها خصلة واحدة)) اهـ[تهذيب الحلية 1/ 437]
وقال محمد بن أسلم الطوسي: ((قد سرت في الأرض ودرت فيها، فبالذي لاإله إلا هو ما رأيت نفساً تصلى إلى القبلة شراً عندي من نفسي)) اهـ[الحلية 9/ 244]
وعن ابن المبارك قال: ((إذا عرف الرجل قدر نفسه، يصير عند نفسه أذل منكلب)) [السير 8/ 399]
قال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك: يقول أحبالصالحين ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول:
الصمت أزينبالفتى ............................. من منطق في غير حينهوالصدق أجمل ................................... بالفتى في القول عندي من يمينهوعلى الفتىبوقاره ................................... سمة تلوح على جبينهفمن الذي يخفيعلي ................................. اذا نظرت الى قرينهرب امرئ متيقن ........................................ غلب الشقاء على يقينهفأزاله عن رأيه ......................................... فابتاع دنياه بدينه
[السير 8/ 417 - 418]
وعن وهيب بن بن خالد قال: قال أيوب السختياني: ((إذا ذكرالصالحون كنت منهم بمعزل)) اهـ[صفوة الصفوة 3/ 210]
وعن الحر بن عبد ربهالقيسي، وكان ذا قرابة لرياح بن عمرو القيسي، قال: كنت أدخل المسجد وهو يبكي، وأدخل عليه البيت وهو يبكي، فقلت له يوماً: انت دهرك في مأتم، فبكي ثم قال: ((يحقلأهل المصائب والذنوب أن يكونوا هكذ)) اهـ[صفوة الصفوة 3/ 261]
وقال السريالسقطي: ((ما أحب أن أموت حيث أعرف، فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن؟؟ فقال: أخافأن لا يقبلني قبريفأفتض)) اهـ. [الحلية 10/ 98 - 99]
وقال خلف بن تميم: سمعتسفيان الثوري بمكة وقد كثر الناس عليه، فسمعته يقول: ((ضاعت الأمة حين احتيج إلىمثلي)) اهـ[تهذيب الحلية 2/ 363]
قال مروان بن محمد قال: قال أبو حازم: ((ويحك يا أعرج يدعي يوم القيامة بأهل خطيئة كذا وكذا، فتقوم معهم، ثم يدعي بأهلخطيئة)) اهـ[صفوة الصفوة 2/ 393]
كان عامر بن عبد قيس راهب العرب يقول: ((أأنا من أهل الجنة؟؟ أو مثلي يدخل الجنة)) اهـ[الحلية1/ 290]
وكان الربيعبن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته فيقول: ((أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً)) اهـ[الحلية2/ 108 - 109]
وقال مهدي بن ميمون: قال: مطرف لقد كاد خوف النار، يحولبيني وبين أن أسأل الله الجنة)) اهـ[السي 4/ 194]
وقال مهدي بن ميمون عنغيلان بن جرير، قال: حبس السلطان ابن أخي مطرف فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازاوقال: ((أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي)) اهـ[السير 4/ 195]
عبدالله بن بكر: سمعت إنسانا يحدث عن أبي، أنه كان واقفا بعرفة فرق، فقال: ((لولا أنيفيهم لقلت قد غفر لهم)). قلت (الإمام الذهبي): كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسهويهضمها. [السير 4/ 195]
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[23 - 05 - 09, 03:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
الموضوع مهم وقيم جدا