تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عين العلم والورع وعين السلامة للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله]

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:03 ص]ـ

والأصل في ذلك أن النبي - r- لما بعث عامله على الزكاة وجد كريمة مال فامتنع أن يأخذها وهي أعلى من السن المطلوبة، فقال: لم يأمرني النبي - r- بهذا قال: لا آخذها منك حتى يأمرني رسول الله - r- انظروا كيف الامتثال والسمع والطاعة، ليس مثل زماننا الآن بمجرد ما تأتيه المسألة ما يرجع إلى مشايخه ويتأكد، لا يجتهد من عنده ويقول: تأولت حديث كذا تأولت دليل كذا، وجاهز ما شاء الله للاجتهاد! ولذلك طالب العلم انظروا كيف الصحابة -رضوان الله عليهم- قال له: خذ كذا أخذ كذا مع أن هذا أحظ لبيت مال المسلمين والنظر يقتضي؛ لأن صاحب المال سمح به. قال: لم يأمرني رسول الله - r- بهذا فالعلماء ورثة الأنبياء، من تتلمذ وطلب العلم أمانته أن يؤدي للناس ما علم، الزائد عن هذا من الاجتهاد أو غيره ينظر هل هو أهل للاجتهاد أو لا؟ يبلغ ما تعلم ويقف عند هذا الحد، وإلا تقحم نار الله على بصيرة، وأكثر آفات الفتاوى والمصائب التي تحدث لطالب العلم حينما يتخطى هذا الحد.

العلم الأمانة. انظر كيف أصحاب النبي - r- قال له بالحرف الواحد: لم يأمرني رسول الله - r- بهذا مع أنه أفضل مما طلب، والنظر يقتضي أنه يأخذ لكنه ما اجتهد ولا استطاع أن يتجاوز ما أمر به، وهذا والله، هو عين العلم والورع وعين السلامة، فإذا أرادت عيناك أن ترى طالب علم بحق فهو الأمين على أداء ما علم دون زيادة أو نقصان، والله، هذا الذي بلغني، هذا الذي تعلمناه وهذا الذي نقوله، ومن هنا أدركنا العلماء والأئمة -رحمهم الله- لا يزيدون إذا جاءت مسألة يجتهد يقول والله ما أعرف لمشايخي في هذا قولاً ولا أعرف في هذا شيئاً، ثم إذا هو أهل للنظر قال لكن يحتمل كذا وكذا ويعطي لأنه عنده علم ما يكتمه وإذا كان أهلا للاجتهاد، أما ما نسمعه اليوم فالبعض يقرأ كتابا قال: والله من طلاب الشيخ فلان، ثم ينطلق إذا صار من طلاب الشيخ فلان معناه ما شاء الله فتح له الباب على مصراعيه، تعرض عليه المسائل لو عرضت على شيخه إن كان صادقا لجثا على ركبتيه خوفا من الله أن يفتي فيها، وهو لا أبدا مستعد أن يؤصل ويقعد وإذا يعني ما شاء الله صار فيه فرصة كما أن يقول هذا رأي شيخنا ورأينا كذا، هذا ما فيه مانع! حتى يثبت أنه ما شاء الله وصل إلى درجة! ولكن والله لن يعرف حق هذا العلم إلا من أوقف نفسه بين الجنة والنار، لا يهمنا أن ننثر للناس العلم دون أن تكون هناك يعني وقفة مع كل سنة نبوية ترد في الزكاة في الصلاة تؤدب طالب العلم كيف يكون وقافا عند حدود الله، إذا كان هذا الذي يعلم الناس لا يقف عند حدود الله في أعظم شيء وهو القول على الله كيف يريد أن يوقف الناس عن حدود الله؟! كيف يريد أن يذكرهم وكيف يعلمهم التقوى؟! ولذلك انظر كيف الصحابة يقول: ما أمرني رسول الله - r- بهذا مع أنه أحظ لبيت مال المسلمين، وكما ذكرنا الاجتهاد والنظر يقتضي جوازه، لكن اختار الله لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أكمل الأمة وأفضل الأمة في الوعي عنه، ولذلك قالوا إن الله اختار لنبيه خير صحب كما اختار نبيه -عليه الصلاة والسلام- من بين الأنبياء اختار صحبه فهم أفضل وأكمل، وهذه الفضائل تظهر مما كان يفعله أصحاب رسول الله - r- من الورع.

يا أخي عندك أمانة ومسؤولية لا تزد على ما أمرت وائتمنت عليه، الناس ما تريد رأيك ولا تريد جرأتك، تريد ماذا علمت؟! تريد الشيء الموروث. فأثارة العلم هذه هي التي التزمها الصحابة -رضي الله عنهم- ويظن البعض أنه حينما يحفظ كتابا أو يقرأ كتابا بسيطا بالطهارة على شيخه أن الناس ما ينظرون له أنه شيخ حينما يأتي ويقول نفس الكلام الذي وجده في كتب المتقدمين يأتون ويحضرون عنده في الدرس فإذا لم يأت بالمسائل الغريبة ولم يأت بالاجتهادات والتأصيلات هذا والله درسه سطحي. في درس طبعا سطحي! وفي درس ... ! مشكلة الذي يجاوز السطوح يطيح؟! واضح؛ ولذلك يقولون: درس سطحي. نعمة إذا كان سطحيا وفيه سلامة، هذه والله، نعمة سطحي ولا أرضي ولا ماذا يكون. المهم ينجيني من النار أن لا أزيد ولا أنقص من هذا العلم، لا أنقص فأكتم علما، ولا أزيد فأتقحم نار الله على بصيرة. تقول هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير