حينما يتقرح قلبك من هذه الجرأة والتهتك تجد إنساناً يطلب العلم فقط ينتظر الفرصة لكي ينتهي من الكتاب سواء وعى أو لم يع لكي يتكلم. بعكس السلف الصالح -رحمهم الله- تجدهم يتعلم الواحد، بل وأدركنا من تبعهم على هذا الحق وعلى هذا العدل وعلى هذا القسطاط المستقيم أن من طلبة العلم الصادق من يتمنى أنه في علمه يحفظ الكلام الذي سمعه دون زيادة أو نقصان؛ لأنه في هذه الحالة لا يتحمل المسؤولية: ((نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع)).
أدركنا طلبة العلم إبان ما كان العلماء والعالم يجلس من بعد الفجر إلى الظهر وهو في مسائل معدودة من الطهارة؛ لماذا؟ لأن طالب العلم الحق يريد أول شيء عبارة صغيرة دقيقة مركزة فيجلس فترة يحلل هذه العبارة من كلام الشيخ ماذا يقصد الشيخ بهذه الكلمة، ثم بعد ذلك بعد أن يضبط كلامه يبحث عن مثال المسألة، وعلى الحكم وتطبيقه، ثم بعد ذلك يبحث عن دليله، ثم ما يأتي الظهر وقد جمع المسألة والمسألتين والثلاث، ثم يرجع إلى بيته وكأنه ملك الدنيا كلها، فقط مسألتين أو ثلاثاً، ويحفظ هذه المسألة وانظر في كتب العلماء والأئمة تجدهم يشرحون كلاما مكررا، والله ثم والله، لو أرادوا أن يتكلموا لحبروا الكلام الجميل الجديد، ولو أرادوا أن يصولوا ويجولوا لصالوا وجالوا ولكنها النار أمام أعينهم، والخوف من الله والورع، ولذلك بعضهم يقرأ العمدة ويقول: والله الشرح ما فيه إسهاب يعني الشرح كما يقولون سطحي؛ لماذا؟ لأنها آفة. الإغراب ومحبة الإغراب والخروج عن الأصول وتعبير الإنسان بكلامه وبعبارته، لن تذوق حلاوة هذا العلم إلا إذا شعرت بالمسؤولية، عندها لما تأتيك مسألة واحدة تحس أنك حملت ثقلا عظيما، هل حفظت المسألة كما ينبغي؟ هل تصورتها كما ينبغي؟ هل تستطيع أن تؤدي نفس الكلام الذي سمعته؟ فتكون أمينا دون زيادة ونقصان.
كان بعض مشايخنا يقول نعم أدركنا شيخنا في هذه المسألة يقول كذا وكذا لكنه قال كلاما قريبا من هذا الكلام. انظر ما يقول إنه قال نفس الكلام؛ لأنه حفظ كلام شيخه ورأى أنه في تعبيره قد زاد أو نقص، فيقول لك: قريبا من هذا الكلام. منها يدل على أنه كان يحرص على أن يحفظ كلام شيخه ليس معنى هذا التقليد والجمود لا، إذا كان شيخه ضابطا للعلم يتكلم بدليل وحجة سأحفظ كلامه وَنَعِمَت العين. إذا كان كلامه مؤصلاً أما إذا كان مفلت الزمام بلا خطام فهذا شيء آخر، يتكلم على شيء مؤصل، نريد طالب علم مثل ما قال الصحابة: ما أمرت بهذا. قال لي النبي- r- أن آخذ هذا الذي أمرت به غير موجود إذا لا آخذ أكثر منه. فهذه وقفة يحتاج إليها كل طالب علم أن لا يبحث عن الزيادة بقدر ما يبحث عن الضبط، وأن لا يبحث عن الاستكثار والاستغراب بقدر ما يبحث عن مرضاة الله - Y- نسأل الله أن يعصمنا بعصمته.
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=451
ـ[عبدالهادي الحربي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:08 م]ـ
لم تبق في النفوس شي
أي جمال وأي علم
بهذا التواضع سنكون جيلا صالحا بإذن الله
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:55 ص]ـ
مشاركة طيبة بارك الله فيك أخي أبو عمر
ـ[فارس النهار]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... نافعة جدا بإذن الله.
وبارك الله في علم الشيخ الشنقيطي وأمدَّ عمره في الخير والطاعة.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك ... ونفع بكم وبعلم الشيخ الشنقيطي
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:57 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:14 م]ـ
فإذا أرادت عيناك أن ترى طالب علم بحق فهو الأمين على أداء ما علم دون زيادة أو نقصان
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 11:16 م]ـ
فإذا أرادت عيناك أن ترى طالب علم بحق فهو الأمين على أداء ما علم دون زيادة أو نقصان
بارك الله فيك أخي ابا عمر
ـ[ابو معاذ البحريني]ــــــــ[15 - 10 - 09, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:05 م]ـ
بارك الله في الجميع و رزقنا الله العلم و الورع وحفظ الله الشيخ و بارك الله في عمره
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:47 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[30 - 11 - 09, 08:04 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
فعلا صدق الشيخ ... للأسف بعض الناس اذا نال طرفا من العلم وحفظ ودرس .. تراه متصدرا
المجالس لا يحب أن منصتا أبدا .. هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على سوء القصد، والا
فالصادق ... لا يُبالي .. أظهر الحق على لسانه أم على لسان غيره فالأمر عنده سيان.
وكان الخليفة الامام عمر بن عبدالعزيز يقول - مع علمه وجلالته-: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة ...
الله اكبر ... هذا هو العلم النافع
¥