أنا بقول: لا أعلم أنه من الإخوان المسلمين، لكن ليت الإخوان المسلمين مثله الإخوان المسلمون بيحاربوا الدعوة إلى التوحيد وبيقولوا إنها تفرق الأمة وتمزق الكلمة، أما هؤلاء فيما أعتقد – وأهل مكة أدرى بشعابها – هم يدعون إلى التوحيد ويدرسون التوحيد، أليس كذلك؟ طيب .. ! ليت الإخوان المسلمين يكونون كذلك، والله في عندهم عمل سياسي وعندهم ما يشبه الخروج على الحكام إلخ، نعم، الخوارج كانوا كذلك، الخوارج الرسميين الذين لا يشك العلماء أن قول الرسول عليه السلام: " الخوارج كلاب النار " إنما قُصِدوا هم الذين خرجوا على علي، وأنهم يخرجون من الدين، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية في الحديث المعروف في الصحيحين، هم المقصودون، مع ذلك يروون الحديث عنهم ويعتبرونهم مسلمين، فهم يدعون ضلالتهم ويبينون حسناتهم، وهذا هو من معاني قوله تعالى {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى} فهؤلاء إذا كان عندهم انحراف ما أعتقد أنه انحراف في العقيدة، إنما هو انحراف في الأسلوب، وعلى كل حال نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الأمة الوسط التي لا تقع لا في الإفراط ولا في التفريط.
السائل: يا شيخ لا أدري السؤال الأول الذي سألتك إياه هل هو يعتبر خطأ في العقيدة؟ أو في ..
الألباني: إيش هو؟ السائل: قولهم لو كان الأنبياء والمصلحون إلى يوم القيامة يحاربون ال ...
الألباني: ضلالة كبرى، ماهو أنا أجبتك عن نوح عليه السلام.
السائل: هذه هو قالها أيضاً. الألباني: مين هو؟ السائل: هو الشيخ سلمان. الألباني: وين قالها؟
السائل: في هذا الكتاب. الألباني: أريني أشوف .. أشوف هلاَّء هون شو في؟
[فقرأ الشيخ الألباني كلام الشيخ سلمان العودة]
قال الألباني: بيقول [يعني سلمان]: ((وأن يعلموا – أي هؤلاء الدعاة – أنه لو كان الأنبياء أو المصلحون إلى يوم القيامة يحاربون من ألوان الشرك المناقض لكلمة لا إله إلا الله ما يتعلق بالأوضاع الشعبية فقط لما تعرض لهم أحد، ولما وقف في وجوههم إلا القليل)) [انتهى كلام الشيخ سلمان]
فقال الألباني: طيب .. كلمة (الشعبية) هنا، لها مفهوم ولاَّ ما لها مفهوم من حيث اللغة العربية؟
السائل: أنا الذي أفهمه والله أعلم وقد أكون مخطئاً فيه .. الألباني: كلنا يكون كذلك. السائل: الأوضاع الشعبية هي هذه الموجودة عند الناس مثلاً يعني، الآن مثلاً أكثر الناس عند القبور والطواف عليها والنذور وكذا وتعليق الخرق وكذا، والله أعلم. الألباني: نعم .. نعم، لكن هل دعوة التوحيد واقفة هنا فقط؟ يعني محاربة الشركيات الشعبية؟
السائل: لا، بل والشرك كامل.
الألباني: طيب .. فهو يعني أشخاصاً معينين يفهم خطأً أو صواباً أنهم يرضون عن الحكام وعن تصرفاتهم المخالفة للشريعة، وإنما يعنون فقط بإصلاح قلوب الشعب وأفراد الشعب. لعلي استطعت أن أظهر لك ماذا يعني الرجل؟ يعني أن دعوة الحق لا تنحصر فقط بإصلاح أفراد الشعب دون الحكام، والرضى عن تصرفات الحكام وتركهم فيما هم يتصرفون فيه من مخالفات.
المرجع: شريط (الاعتدال) للشيخ الألباني، الجزء الأول.
انظر الوئائق الدفاعية ص 78.
- فانظر – يا موفق- إلى مناط الذم والقدح، وهو الثناء على بدعة المبتدع أو مخالفة المخالف، هذا هو المحظور، لكن إذا اتجه الثناء إلى ما أصاب فيه ذلك المبتدع أو المخالف فلا محظور في ذلك كما بينه العلامة الألباني وكما نُقل لك جملة منه من ثناء الأئمة على بعض من رُمي ببدعة.
-وأعد أيها الحبيب قراءة قول الشيخ رحمه الله:
" أنا بنصحك أنت والشباب الآخرين الذين يقفون في خط منحرف فيما يبدوا لنا والله أعلم ألا تضيعوا أوقاتكم في نقد بعضكم بعضاً، وتقولوا: فلان قال كذا وفلان قال كذا وفلان قال كذا، لأنه: أولاً: هذا ليس من العلم في شيء، وثانياً هذا الأسلوب يوغر الصدور ويحقق الأحقاد والبغضاء في القلوب، إنما عليكم بالعلم، فالعلم هو الذي سيكشف: هل هذا الكلام في مدح زيد من الناس لأن له أخطاءً كثيرة هو مثلاً يحق لنا أن نسميه بأنه صاحب بدعة وبالتالي هل هو مبتدع؟ مالنا ولهذه التعمقات، أنا أنصح بأن لا تتعمقوا هذه التعمقات؛ لأن الحقيقة نحن نشكو الآن هذه الفرقة التي طرأت على المنتسبين لدعوة الكتاب والسنة أو كما نقول نحن للدعوة السلفية، هذه الفرقة والله أعلم السبب الأكبر فيها هو حظ النفس الأمارة بالسوء وليس هو الخلاف في بعض الآراء الفكرية .. هذه نصيحتي".
أعد قراءته مرة ومرات،واعرف أين تقف، وانتصح بنصيحة الشيخ فإنها من ناصح أمين وعالم نحرير، وقد نصحك الشيخ فأبلغ في النصح،وإياك ثم إياك أن تلقيه خلف ظهرك، وتركب هواك، وتشتغل بأكل لحوم الصالحين وتضيع وقتك فيما لم يطلب منك.
فقد قال لك الشيخ:
"استقم كما أمرت، تعلم العلم، هذا العلم سيميز لك الصالح من الطالح، والمخطئ من المصيب إلى آخره"
وتأمل قوله: "، ثم لا تحقد على أخيك المسلم لمجرد أنه – يعني – ما بقول أخطأ بل بقول لمجرد أنه انحرف، لكن هو انحرف في مسألة، اثنتين، ثلاثة، والمسائل الأخرى ما انحرف فيها، فنحن نجد في أئمة الحديث من يتقبلون حديثه ويقولون عنه في ترجمته: (إنه مرجئ) و (إنه خارجي) و (إنه ناصبي) و .. و .. و .. إلخ.
هذه كلها عيوب وضلالات لكن في عندهم ميزان يتمسكون به، ولا يرجحون كفة سيئة على الحسنات، أو سيئتين أو ثلاث على جملة حسنات، ومن أعظمها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ".
فإنك إذا تأملته ظهر لك بطلان قول القائل إن مخالفة أو مخالفتين تخرج الرجل من دائرة أهل السنة وتدخله في دائرة المبتدعة الذين يجب التحذير منهم، والله الموفق.
¥