تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن الحسد لا يستفيد منه الحاسد إطلاقا، بل لا يزيده إلا غما وحسرة، ابغ الخير للغير يحصل لك الخير، وأعلم أن فضل الله يؤتيه من يشاء، لو حسدت فإنك لن تمنع فضل الله، ربما تمنع فضل الله عليك بمحبتك زوال فضل الله على غيرك وكراهتك نعمة الله على غيرك، لذلك الحاسد في ظروف طالب العلم مشكوك في نيته وإخلاصه في طلب العلم؛ لأنه إنما حسد لكون الثاني صار له جاه عند الناس وله كلمة والتف الناس حوله فحسده، لكونه يريد الدنيا، أما لو كان يريد الآخرة حقا، ويريد العلم حقا، لسأل عن هذا الرجل الذي التف الناس حوله وأخذوا بقوله. تسأل عن علمه لتكون مثله أيضا؛ تجيء أنت لتستفيد منه؛ أما أن تحسده وتشوه سمعته، وتذكر فيهمن العيوب ما ليس فيه فهذا لا شك أنه بغي وعدوان وخصلة ذميمة."

كتاب العلم (ص 64)

2 - وقال الشيخ بكر بن زيد:

ومن مستندات (المنشقين) الجراحين: تتبع العثرات وتلمس الزلات والهفوات، فيجرح بالخطأ ويُتبع العالم بالزلة، ولا تُغفَر له هفوة، وهذا منهج مُرْدٍ، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله؟ وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير.

من ذا الذي ما ساء قط؟ ***** ومن له الحسنى فقط؟

ولو أُخِذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد، ولصرنا مثل دودة القز تطوي بنفسها على نفسها حتى تموت!! وانظر ما ثبت في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم "، هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف بغيرهم؟ وما شُرِع أدب الاستئذان وما يتبعه من تحسيس أهل البيت بدخول الداخل إلا للبعد عن الوقوع على العثرات فكيف بتتبعها؟!!

ومن طرائقهم: ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك، ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص، والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا، ومتى صار من دين الله فرح المسلم بمقارفة أخيه المسلم للآثام؟! ألا إن هذا التصيد داء خبيث، متى ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان وصيَّر القلب خراباً يباباً، يستقبل الأهواء والشهوات ويفرزها نعوذ بالله من الخذلان) تصنيف الناس بين الظن واليقين ص32

3 - وقال الشيخ العباد

"حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحا وتحذيرا، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفا واحدا في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:

أحدهما: أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير ممن حصل منه شيء من هذه الأخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يجرح بها الشخص ويحذر منه بسببها تعاونه مثلا مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف، ويعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتهام المرء رأيه أولى من اتهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأيا أفتى به كبار العلماء، وكان بعض أصحاب النبي * بعدما جرى في صلح الحديبية يقول: يا أيها الناس! اتهموا الرأي في الدين.

ومن المجروحين من يكون نفعه عظيما، سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويحذر منه لكونه لا يعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلا، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقية الباقية في بعض الدول العربية، ممن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنة ونشرها والدعوة إليها، ولا شك أن التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومن يمكنهم الاستفادة منهم علما وخلقا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير