تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين و صيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها، والوقوع فيها، و تشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء، ومَن عَظُم نفعه للمسلمين منهم، لِما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده فقال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز

الحكيم)

والوقوع في العلماء بغير حق تبديعاً و تفسيقاً و تنقصاً، وتزهيداً فيهم كل هذا من أعظم الظلم و الإثم وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير و الهدى.

وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر، لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول. و هذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.

فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاءة والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله من ذلك والتخلص من مظالم العباد، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، و الواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم و الدين و صحة الاعتقاد، و أن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر. وبالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد

عبد الله بن عبد الرحمن الغديان صالح بن فوزان الفوزان

- وبعد هذا الكلام من أهل العلم، اعلم يا طالب الحق، أن طالب العلم متبع وليس مقلدا، فليس له إذا قال عالم قولا أن يقلده فيه دون النظر في أدلته، فإذا كان كذلك، فلم تحكم على فلان بأنه حاكمي أو خارجي أو حزبي أو صوفي، أو قاص إلى آخر تلك التهم، ثم تستحل غيبته والتشهير به والتحذير منه، لمجرد أن صديقك – مثلا - حدثك أن الشيخ فلان قال عنه ذلك، وربما وهم الناقل، وربما أخطأ الشيخ فلان الذي تقلده، وقد يكون معذورا إن كان خطؤه عن اجتهاد بلا هوى ولا حسد، وأما أنت فما عذرك غدا عند الله عندما يأتي العالم الفلاني أو الداعية الفلاني، ويخاصمك أمام ربك: لم بدعتني وحكمتَ عليّ بكذا وأنت لم تقف على كلامي لترى هل يصل إلى حد البدعة أم لا؟ أم أنك سمعت الناس يقولون قولا فقلته؟

فيا أيها الحبيب أعد جوابا لكل من تكلمت فيه وحذرت منه خصوصا الدعاة إلى الله تعالى، فإن كان عندك وإلا فبادر بالتوبة وأقلع عن هذه الكبيرة، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير