[شيخنا الأرناؤوط، وحكايات وأخبار]
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:32 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
نعزي الأمة الإسلامية عامة، وأهل العلم والحديث خاصة بوفاة كبير المحدِّثين، وريحانة العلماء العاملين، والدعاة الصابرين، ونادرة المحققين، شيخنا العلامة السلفي أبي محمود عبد القادر الأرناؤوط الدمشقي رحمه الله تعالى.
حيث انتقل إلى رحمة الله فجأة فجر الجمعة 13 شوال 1425 وصلى عليه عشرات الآلاف بعد صلاة الجمعة في جامع زين العابدين بحي الميدان في دمشق، الذي خطيبه الشيخ كريّم راجح شيخ قراء دمشق.
إنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاءكم يا أهل الحديث.
وهذه ترجمة موجزة بحسب المقام، وغالبها أخذتُه من فم شيخنا رحمه الله، وأبعها بما يحضر الذهن من الحكايات والأخبار إن شاء الله:
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:33 م]ـ
مولده واسمه:
وُلد شيخنا رحمه الله في بلدة فريلا في إقليم كوسوفو بالبلقان سنة 1347 ثم هاجر وهو في الثالثة مع أبيه إلى دمشق، وذلك فرارا من اضطهاد الملاحدة الشيوعيين للمسلمين هناك، وفي دمشق ألقى عصا التسيار، واستقر وأمضى حياته المباركة، مع احتفاظه بصلات دعوية مع بلده الأم.
اشتهر شيخنا باسم عبد القادر الأرناؤوط، إلا أن اسمه الحقيقي في الهوية هو: "قدري صوقل عبدو" والأرناؤوط نسبة كان يطلقها العثمانيون على أهالي ناحية ألبانيا.
نشأته العلمية ومشايخه:
نشأ الشيخ في دمشق، وكان والده عاميا محبا للعلم، فدفعه مبكرا لحلقات المشايخ، ودرس أول نشأته مبادئ الفنون على الشيخ صبحي العطار، وسليمان غاوجي الألباني (والد الشيخ وهبي) في حارة الأرناؤوط بدمشق، ثم اشتغل ساعاتيا في محل الشيخ سعيد الأحمر رحمه الله بحي العمارة، وهو من أهل العلم الأزهريين، فأُعجب بذكاء شيخنا، فقال لأبيه: ابنك هذا ينبغي أن يكون طالب علم، وعلى أثر ذلك انضم شيخُنا إلى حلقة الشيخ صالح الفرفور في الجامع الأموي، وكان زملاؤه آنذاك المشايخ: عبدالرزاق الحلبي، ورمزي البزم، وأديب الكلاس، وشعيب الأرناؤوط.
ونظرا لتميز شيخنا في تجويد القرآن الكريم فقد صار يقرئ زملاءه المذكورون ويعلمهم التجويد، ثم ارتقى إلى صار يقرأ عند شيخ القراء محمود فايز الديرعطاني، وختم عنده لحفص، وكان الشيخ الديرعطاني يحب قراءة شيخنا وسلامة مخارج الحروف عنده، ويقول له: أنت قراءتك سليقية، وحاول أن يستمر ويجمع عليه القراءات، إلا أن شيخنا آثر الانصراف إلى علم الحديث.
وللتنبيه فقد رأيت في كلام بعض من ترجم شيخَنا أنه درس عند عبدالرزاق الحلبي، وهذا غير صحيح، بل جمعتهما الزمالة أول الطلب.
ولم يحصل شيخنا على شيء من الشهادات العصرية، اللهم إلا شهادة الصف الخامس الابتدائي من مدرسة الإسعاف الخيري؛ التي درس فيها بعد سنتين من دراسة في مدرسة الأدب الإسلامي.
واستمر شيخُنا في طلب العلم والمطالعة والدعوة، ورزقه الله حافظة قوية، أفادته في العلم والحفظ، واستفاد من عمله في المكتب الإسلامي عند الشيخ زهير الشاويش، برفقة العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وشعيب الأرناؤوط، وغيرهم، كما استفاد من صلته بشيخ السلفيين بالشام محمد بهجت البيطار، المعروف في الشام والحجاز ونجد.
وحصلت لشيخنا بعض الإجازات بأخرة، من أشهرهم الشيخين: عبد الغني الدقر، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل تدبجا.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:33 م]ـ
المنهج السلفي:
في آخر فترة دراسته على الشيخ صالح فرفور حصلت لشيخنا مشكلة معه، تتلخص أنه عُقدت له جلسة محاكمة بجريمة اقتنائه للوابل الصيب لابن القيم! وأُبعد الشيخ عن الحلقة على إثرها بتهمة الوهابية! وقاطعه زملاؤه تبعا، وتهمة (وهابي) كان أشنع تهمة يُمكن أن يُرمى بها إنسان في دمشق آنذاك، وتساوي كلمة (زنديق)!!
¥