تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلمة يسيرة في فضل العلم.]

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:53 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

لقد وردت نصوص كثيرة من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، لا تحصى ولا تعد، في فضل العلم.

فقد قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر (9).

وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة (11).

ولقد مدح الله عز وجل أهل العلم وأثنى عليهم فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} فاطر (28).

فخصهم الله تعالى بالخشية؛ لأنهم أعرف الناس بالله، وكلما كان العبد بربه أعرف، كان له أرجى، ومنه أخوف.

وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)) صحيح على شرط الشيخين / الصحيح المسند / رقم 651.

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ((كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم، وكل ما كان فيه من ذم للعبد فهو من ثمرة الجهل)). اهـ

وما أجمل ما قاله أيضا - رحمه الله - في لذة الطلب والتعلم: ((ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى لكفى به شرفا وفضلاً، فكيف وعز الدنيا والآخرة منوط مشروط بحصوله)). اهـ (مفتاح السعادة 1/ 108).

فبالعلم يعبد المسلم ربه على بصيرة، وبالعلم يزهق الباطل وتندفع الشبهة والجهالة، وبالعلم تتهذب الأخلاق، وبالعلم تزول الأحقاد، وبالعلم تتآلف القلوب.

إذًا: فهو سبب لمرضاة الله عز وجل، وسبب للحياة الطيبة في الدنيا، والحياة البرزخية، وفي الحياة الأخرى.

وإن هذا العلم الذي أعطانا الله إياه يحتاج إلى زكاة، فزكاة المال ربع عشره، وزكاة العلم أن تعمل به وأن تعلِّمه، كما قال شيخ الإسلام " محمد بن عبد الوهاب " - رحمه الله -:

((اعلم - رحمك الله - أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:

الأولى: العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

الثانية: العمل به.

الثالثة: الدعوة إليه.

الرابعة: الصبر على الأذى فيه)) الأصول الثلاثة.

السلفية النجدية ..

ـ[السناء]ــــــــ[09 - 06 - 09, 04:25 ص]ـ

جزيتم خيرا على نقلكم ....

وأذكر هنا كلاما لشيخنا ابن باز رحمه الله يحكيه معلقا على حديث ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين))

يقول: فمعنى ذلك أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأردا الله به خيرا، ولا حول ولاقوة إلا بالله ..

ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - 06 - 09, 03:34 م]ـ

وخيرًا جزيتِ أختي الحبيبة ..

عفوا أختاه، هذا من كتاباتي، ليس من نقلي ..

نعم كلما سمعتُ عبارته هذه، كلما زاد خوفي ..

نسأل الله تعالى أن يريد بنا خيرا، فيُفقهنا في دينه ..

ـ[توبة]ــــــــ[10 - 06 - 09, 05:56 م]ـ

وأذكر هنا كلاما لشيخنا ابن باز رحمه الله يحكيه معلقا على حديث ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين))

يقول: فمعنى ذلك أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأردا الله به خيرا، ولا حول ولاقوة إلا بالله ..

لعلكِ تقصدين أخذ أهل العلم بمفهوم المخالفة لنص الحديث.

وهو موضوع جدير بالبحث و قد سبق التطرق إليه هنا في هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108683

قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله

مفهوم الحديث نفي الخيرية من جهة العلم ولا يمنع ان يريد الله به الخير من جهة اخرى كالجهاد او الانفاق او غيرها أبو حازم الكاتب:/

ابن القيم: (وفي الصحيحين عنه "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " فدل على ان الفقه مستلزم لارادة الله الخير في العبد ولا يقال الحديث دل على ان من اراد الله به خيرا فقهه في الدين ولا يدل على ان كل من فقهه في الدين فقد اراد به خيرا وبينهما فرق ودليلكم انما يتم بالتقدير الثاني والحديث لا يقتضيه لانا نقول النبي صلى الله عليه وسلم جعل الفقه في الدين دليلا وعلامة على ارادة الله بصاحبه خيرا والدليل يستلزم المدلول ولا يتخلف عنه فإن المدلول لازمه ووجود الملزوم بدون لازمه محال) مفتاح دار السعادة (1/ 89)

بعموم مفهوم المخالفة وهو قول الجمهور يكون الخير مرتبطاً بالعلم مطلقا ويظهر المعنى بأن كل عمل لا يمكن أن يؤديه المرء إلا بالعلم فالصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد لا يمكن أن يؤديها المسلم على الوجه الصحيح إلا عن طريق العلم وعليه فالعلم يكون واجبا ويكون مندوبا فهو واجب في الواجبات ومندوب في المندوبات هذا على التعيين وإلا فهناك علوم فرض كفاية.

وحيث لم يخل المسلم من واجب كالصلاة فهو لا يخلو من العلم بها وتحصيل هذا القدر من الخيرية وهذا لا يعني عدم حصول الخير بالعمل بل فيه خير زيادة عن خير العلم ولكنه فرع عن العلم به.و لعل هناك من لديه مزيد فوائد لها متعلق بالحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير