الحمد لله،الحمد لله كلما حمده الحامدون، وشكره الشاكرون، وذكره الذاكرون، أنزل الكتاب فقال: { .. انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}.والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد، وبعث معلما للعباد، {انما بعثت معلما}.وعلى آله وأصحابه،ومن سارعلى نهجهم الى يوم الدين،
أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية نشكر الدكتور الشيخ مصطفى على ما يقوم به من جهود جبارة،وصبر ومصابرة،للإنجاح هذا المشروع،ودفع عجلته الى الأمام،والمضي به قدما نحو الأفضل والحسن،
ثم أشكر الدكاترة الذين جاؤوا من هولندا ليحضروا معنا في هذا الحفل المبارك الطيب،
وأشكر كذلك الأساتذة الأفاضل على مايقومون به من جهد جهيد نحو أبناء المسلمين في هذا البلد، وازاء اخوانهم من طلاب العلم،فنسأل الله أن يجزل لهم المثوبة والأجر انه ولي ذلك والقادر عليه،
ولا يفوتني ونحن في هذا المقام،أن نشكر أيضا طلابنا الكرام على صبرهم وحرصهم وحضورهم،
أخي طالب العلم،ياطلاب العلم،لقد خاطبناكم في السنة الماضية خطابا توجيهيا أخويا،من هذا المكان، ومن المنبر نفسه،
وها نحن اليوم،وبفضل الله عزوجل،نجدد العهد بكم لنخاطبكم من جديد،
ياطالب العلم،مخلوقات من نور،ومخلوق من طين، لاوجه للمقارنة،ولا قياس مع الفارق، مخلوقات من نور لاتفطر عن العبادة،ولا تعصي لله أمرا، ومخلوق من طين،يعصي ويطيع، يذنب ويتوب، يخطأويصيب، ومع هذا اسمعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: { ..... وان الملائكة لتضع أجنتها لطالب العلم رضا بما يصنع ... }. وبما أن الحديث يتعلق بأمر غيبي، يتعلق بعالم الملائكة،جاء الحديث مؤكدا بأساليب مختلفة من أنواع التوكيدات، دفعا للشك، وقطعا لدابر الريبة والإحتمال،
1 ـ أكد الحديث بـ {ان}.
2 ـ والجملة الإسمية: {الملائكة}.
3 ـ وبـ {لام الإبتداء}.
وبعد ذات الكسر تصحب الخبر [ .. ] لام ابتداء نحو اني لوزر.
والجملة اذا من الضرب الإنكاري،
وعلماء البلاغة يقسمون المتلقي الى ثلاثة أصناف،
1 ـ خالي الذهن،
2 ـ والمتردد،
3 ـ والمنكر،
فيخر الخالي بلا توكيد [ .. ] ما لم يكن في الحكم ذا ترديد فحسن
ومنكر الأخبارحتم له بحسب الإنكار [ .. ] كقوله انا اليكم مرسلون
فزاد بعد ما اقتضاه المنكرون.
تأمل بارك الله فيك،هذه العبارة، { ... وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم .... }.لطالب العلم،ليس للناس كلهم،لطالب العلم، فياطالب العلم ألا يكفيك هذا شرفا وفخرا ومنزلة ومكانة، أن الملائكة تضع أجنحتها لك، رضا بما تصنع، قال الإمام الخطابي رحمه الله:المراد أنه بسط الأجنحة، أنه التواضع، المرادالنزول وترك الطيران، ومع كل هذا الفضل والشرف،نرى العزوف عن طلب العلم،ونجد الكثير من الطلاب،حتى اذا أوشك أن يظفر باللقب، لقب {طالب العلم} تجده انتكس وارتكس وانقلب، وأعرض عن الطلب،فيتشبهون بتلك العجوز الرعناء،التي ذكرها الحق تبارك وتعالى عبرة ومضربا للمثل، {{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة}} الأية.
فياطالب العلم وطن نفسك،واياك والعجلة،واعلم أن العلم لايدرك في يوم أو يومين، ولا في شهر أو شهرين،وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم الا بستة [.] سأنبيك عن تفصيلها ببيان.
ذكاء وحرص واجتهادوبلغة [.] وصحبة أستاذ وطول زمان.
تعلم فليس المرء يولد عالما [.] وليس أخو علم كمن هو جاهل.
ألا وان كبير القوم لاعلم عنده [.] صغير اذا ما احتفت عليه المحافل.
جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولوا الألباب،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[قافية الركب]ــــــــ[29 - 10 - 09, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وبارك فيكم ..
كلمات قيمة بوركتِ ~