تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص

(سورة الزمر الآيات: 2 ـ 3).

قل الله أعبد مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه

(سورة الزمر الآيات: 14 ـ 15).

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين *

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

(سورة الأنعام).

أيها الإخوة، حينما يقول الله عز وجل:

الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا

(سورة الملك الآية: 2).

ما مقياس العمل الحسن الذي يقبله الله عز وجل؟ قالوا: ما كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، فالعمل الخالص الذي لا يوافق السنة لا يقبله الله عز وجل، والعمل الذي يوافق السنة، وليس فيه إخلاص لله عز وجل لا يقبله الله، لذلك كان الإخلاص ومطابقة السنة شرطان لا ينفع أحدهما من دون الآخر، الذي يؤكد ذلك:

فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً

ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

(سورة الكهف).

العمل الصالح ما كان صواباً، وما وافق السنة، يعني أحياناً ترون أن هناك حفلاً غنائياً ريعه للعمل الخيري، وأن هناك مسابقة فيها معاصٍ لا تعد ولا تحصَى يرصد ريعها للأيتام، هذا مرفوض في الدين، الأهداف النبيلة لا يتوصل إليها إلا بوسائل نبيلة، لذلك أخطر ما في الموضوع قد يكون للإنسان أعمال كالجبال، فإذا لم يكن مخلصاً لم تنفعه، قال تعالى:

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا

(سورة الفرقان).

خيبة أمل لا توصف، أن يكتشف الإنسان في نهاية المطاف أن كل عمله لا قيمة له،

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا

إذا ملك إنسان بيتًا غاليًا جداً، وباعه بأغلى سعر، ويحلم بأحلام لا تنتهِي، ثم اكتشف أن العملة التي كانت ثمن البيت مزورة، قيمتها صفر، وكل إنسان يبتغي في الدين غير الله سوف يصاب بهذه الخيبة، وحينما يكتشف الإنسان عدم إخلاصه في الدنيا فهذا فضل من الله كبير، إذا اكتشف وهو حي، وقلبه ينبض عدم إخلاصه هذا فضل من الله كبير، لأنه يصحح، أما حينما يكتشف وهو على فراش الموت أن الأعمال التي عملها، والتي هي عند الناس أعمال جليلة وعظيمة، لكنه أراد الدنيا من أجلها.

لذلك الصحابة الكرام ماذا قال الله عن بعضهم؟ قال:

منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة

(سورة آل عمران الآية: 152).

وضمن العمل الإسلامي، ضمن المساجد، ضمن الدعوة إلى الله، هناك دنيا أحياناً، هناك دنيا مؤثرة، وأنت في العمل الإسلامي، أخطر شيء بحياة المؤمن أن يتفحص قلبه.

يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم

(سورة الشعراء).

النبي عليه الصلاة والسلام يقول لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً ... )).

[متفق عليه].

وسئل عليه الصلاة والسلام ((عن الرّجُلِ يُقاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حَمِيّةً، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، فأَيّ ذَلِكَ في سبيلِ الله؟ قال: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله)).

[رواه أبو عيسى عن عمر ـ حديث حسن وصحيح].

والحديث الذي يقسم الظهر أنه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير