ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:35 م]ـ
وفاة الشيخ:
توفي شيخنا في دمشق فجر الجمعة 13شوال 1415 حسب تاريخ سوريا وتقويم أم القرى بالسعودية، أو 14 شوال حسب رؤية الهلال بالسعودية.
وحدثني الأخ محمد ابن شيخنا عبد القادر هاتفيا، فمما قال: "كان شيخنا أمس الخميس في كامل عافيته وصحته، ثم نام، ولما أرادت والدتي إيقاظه للفجر لم يرد عليها، ثم حرّكته فوجدته ميتا وجبينه متعرق، ولم يشعر به حتى أهله معه، فإنا لله وإنا إليه راجعون".
وصلي على شيخنا بعد صلاة الجمعة في جامع زين العابدين بحي الميدان، وصلى عليه شيخ قراء الشام الشيخ كريّم راجح حفظه الله، وامتلأ الجامع مبكرا، وكذا الشوارع المحيطة به رغم البرد، وكانت جنازة لم تشهد مثلها دمشق منذ فترة طويلة.
ونحن نرجو حسن الخاتمة لشيخنا، حيث مات بعد صوم رمضان، وبعرق الجبين، ويوم الجمعة، ومات ثابتا عزيزا شامخا رغم الأذى والمضايقات التي حصلت له في الفترة القريبة جدا.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يخلف على الأمة من أمثاله، وأن يخفف مصاب أهله وتلامذته وأحبابه، إن جواد كريم.
كتبه محمد زياد بن عمر التكلة
حامدا مصليا مسلما
الرياض، الجمعة 13 شوال 1425
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:37 م]ـ
وهذا لقاء كنتُ أجريته مع شيخنا رحمه الله مع الأخ شادي الشبلي وفقه الله، تمت هذه المقابلة بالرياض ليلة سفر الشيخ إلى الشام، مغرب الخميس 25/محرم/1422هـ
ونُشرت في موقع أنا المسلم في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:38 م]ـ
فضيلة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، نبذة موجزة عن حياتكم وبداية طلبكم للعلم منذ قدومكم إلى دمشق وحتى الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإني أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير عبد القادر الأرناؤوط، أصل ولادتي في كوسوفا، وجئت مع والدي إلى دمشق وأنا صغير السن، كان عمري ثلاث سنوات تقريبا فقط، وطبعا في السنة الأولى تعلمنا شيئا من اللغة العربية، ثم دخلت مدرسة ابتدائية، وكان هناك مدرسة اسمها: مدرسة الأدب الإسلامي، وكان مديرها الشيخ أمين الحنفي؛ توفي منذ زمن رحمه الله، ولكن درست فيها سنة واحدة، ثم نقلوني إلى مدرسة أخرى ابتدائية اسمها مدرسة الإسعاف الخيري، فدرست فيها إلى الصف الخامس، وكان في ذلك الوقت الذي يتخرج من الصف الخامس يأخذ شهادة ابتدائية كانوا يسمونها (سرتفيكا) باللغة الفرنسية، فأنا ما أخذت شهادات مدرسية ولا درست دراسة أكاديمية، وإنما أخذت هذه الشهادة الابتدائية فقط.
لكن في ذلك الوقت كان عندنا شيخ في المدرسة الابتدائية، رجل أصله من المغرب اسمه الشيخ صبحي العطار، كان يعلمنا القرآن الكريم وتجويده، ويعلمنا الفقه، فاستفاد منه كثير من الناس، وأنا في جملة من استفاد منه، رحمه الله.
بعد ذلك اشتغلت عند رجل كان أزهريا في الأصل؛ درس في الأزهر وتخرج من الأزهر، وجاء إلى الشام، أصله من التلّ: الشيخ سعيد الأحمر رحمه الله، فكان يشتغل ساعاتيا قريبا من الجامع الأُموي، بمنطقة اسمها المسكيّة، وكان كلها مكتبات، وفيها بعض دكاكين الساعتية، فوالدي رحمه الله لا يعرف اللغة العربية، لمّا رأى هذا الشيخ بعمامة بيضاء ولحية سوداء وجبة، وهو يشتغل ساعاتي، قال له: هل تشغل هذا الولد عندك؟ فقال له: من أين أنت؟ فقال: من كوسوفا، يعني في يوغوسلافيا. فقال له: قد جاءني رجل من حرستا وعرض عليّ خمس ليرات ذهبية عثمانية على أن أعلم ولده، وأبيت، ومع ذلك باعتبار أنك غريب وولدك غريب؛ دعه عندي، وإن شاء الله سأعلمه هذه الصنعة.
¥