تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صدق اللجأ إلى الله والانقطاع إليه بكليته وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه والضراعة وصدق التوكل والاستعانة به والانطراح بين يديه انطراح المكلوم المكسور الفارغ الذي لا شيء عنده فهو يطلع إلى قيِّمه ووليّه أن يجده ويلم شعثه ويمده من فضله ويستره.

فهذا الذي يرجى له أن يتولى الله هدايته ويكشف له ما خفي على غيره من الطريق.

دليله ومنهاجه:

أما دليله ومنهاجه فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم القائل –كما ثبت عنه- ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي)). ومن سلك طريقا بغير دليل ضل، ومن تمسك بغير أصل ذل.

كن في أمورك كلها متمسكاً ........ بالوحي لا بزخارف الهذيان

وتدبر القرآن إن رمت الهدى ....... فالعلم تحت تدبير القرآن

عدة المسافر وزاده:

أما عدة المسافر وزاده: فإيمان وعمل صالح:

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف:107)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96)

أين النفوسترامى غير هائبة .......... أين العزائم تمضي ما بها خور

العلم بالحق والإيمان يصحبه ......... أساس دينك فابن الدين مكتملا

لا تبن إلا إذا أسست راسخة ......... من القواعد واستكملتها عملا

لا يرفع السقف ما لم يبين حامله ..... ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

ومن الزاد:

إخلاص لله وقصد بالعمل وجه الله لا سواه:

(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (البينة: من الآية5).

(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر:2).

(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .... ) (الزمر: من الآية3)

فالفضل عند الله ليس بصورة ........ الأعمال بل بحقائق الإيمان

والله لا يرضي بكثرة فعلنا .......... لكن بأحسنه مع الإيمان

(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك: من الآية2)

وحسب نفسك إخلاصا يزكيها.

ومن الزاد:

متابعة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه قول ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل: ومن يأبى يا رسول الله، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) ويقول الله جل وعلا:

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر: من الآية7).

(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من لآية63). فيا أيها المسافر: من عمدة عدتك اتباعه.

فتدور مع قول الرسول وفعله ...... نفيا وإثباتا بلا روغان

ورحم الله الحكمي يوم قال:

شرط قبول السعي أن يجتمعا ..... فيه إصابة وإخلاص معا

لله رب العرش لاسواه ........... موافق الشرع الذي ارتضاه

وكل ما خالف للوحيين ........... فإنه رد بغير مين

جماع الزاد

وجماع الزاد هذا كله: تقوى الله جل وعلا: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة: من الآية197)، إنها العز والنسب، والسبب والفخر والكرم.

إلا إنما التقوى هي العز والكرم ....... فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارس ........ وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب

فـ (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد:1). فالزاد إذا إيمان وعمل صالح في إخلاص ومتابعة في تقوى. فإذا هي اجتمعت لنفس حرة ......... بلغت من العلياء كل مكان

ولا بد للمسافر من رفقة وصحبة، فالراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب – كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم -.

والمسافر مهما تكن مواهبه، ومهما يكن عطائه ومهما تكن قدراته، فإنه يبقى محدود الطاقة والقدرة ما لم يكن له أعوان يشدون أزره، ويقوون أمره، يذكرونه حين ينسى، يعلمونه حين يجهل، فالمرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه، ضعيف بنفسه، قوي بأخوانه.

وما المرء إلا باخوانه ......... كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة ... ولا خير في الساعد الأجذم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير