تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبارك الله في الشيخ وحفظه ورعاه

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:05 م]ـ

الغبن لوعة في الصدر وحسرة وحرقة في القلب يجدها الإنسان على فوات مطلوب أو ذهاب مرغوب.

وأهل الدنيا تصيبهم حالات الغبن إذا فقدوا شيئاً دنيوياً إما تجارة كانوا يأملونها أو عطاء لم يحضروا تقسيمه أو ما شابه ذلك.

وأهل الآخرة سلك الله بي وبكم سبيلهم إنما يصيبهم الغبن على أمور ربطها النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب الله بأحوال:

فمن أعظم الغبن أن يقول الله عز وجل: ((وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)) سورة المائدة. ويكتب للإنسان أن يقرأ القرآن سراً وجهاراً وليلاً ونهاراً أزمنة مديدة وأياماًعديدة ولا تفيض عيناه مع أن الله يقول: ((إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِنقَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً {107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا {108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً {109})) سورة الإسراء.

ومن أعظم الغبن أن يدرك الفرد منا أبويه , أحدهما أو كلاهما وهما أحوج الناس إليه , فلا ينال ببرهما الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إلزمهما فثم الجنة) , والله جل وعلا يقول: ((إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24})) سورةالإسراء.

ومن أعظم الغبن أن يخرج الإنسان حاجاً إلى بيت الله الحرام, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا عند ظن عبدي بي) فيكتب له أن يقف في يوم عرفة ويدعوا الله ويغلب على ظنه بعد ذلك أن الله لن يغفر له.

ومن أعظم الغبن أن يقول الله جل وعلا: ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍمِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)) سورة آل عمران , فيخبر الله أنها جنة عرضها السموات والأرض ولا يجد أحدنا فيها موضع قدم.

ومن أعظم الغبن أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن من انطبقت عليهم الصخرة فتوسلوا إلى الله جل وعلا بصالح أعمالهم , هذا ببره وهذا بعفته وهذا بأمانته , فتنزل على أحدنا النوائب وتحل به المصائب وتدلهم عليه الخطوب ولا يجد في سالف أيامه عملاً صالحاً يتوسل به إلى الله.

وإن من أعظم الغبن أن يصدر الإنسان بين الناس ولا يكون له سريرة تعدل ما يجهر به.

نعوذ بالله من الخذلان. اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلنا اللهم إلى رحمتك وعفوك.

نقلا عن صيد الفوائد

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:56 ص]ـ

هذه الآية جاءت من جملة ما أدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء وأرشد به خلقه.

إن كون الإنسان يعطى حظاً من علم من دلالة توفيق الله له لكن الله يخاطب في هذه الآية أعلم الخلق بالله نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول له جل وعلا ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) الإسراء 36.

و إن من أعظم الكذب أن يكذب الإنسان ويفتري على الرب تبارك وتعالى. ومن رزق العلم الحق رزق الخشية ومن رزق الخشية خاف أن يقول على الله ما ليس له به علم.

فبادره وخذ بالجد فيه ... فإن أتاكه الله انتفعت

فإن أوتيت فيه طويل باع ... وقال الناس إنك قد رؤست

فلا تأمن سؤال الله عنه ... بتوبيخ علمت فهل عملت

رجل مشرك يقف في مسألة أربعين يوما لا يفتي؟

ذكر الناس ممن كان قبلنا أن العرب في جاهليتهم كانوا يعمدون إلى رجل يقال له: عامر بن الضرب العدواني يحتكمون إليه في جاهليتهم إذا اختلفوا. فجاءه مرة وفد من إحدى القبائل فقالوا له: يا عامر وجد بيننا شخص له آلتان آلة للذكر وآلة للأنثى ونريد أن نورثه فهل نحكم له على أنه أنثى أو نحكم له على أنه ذكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير