تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمكث هذا الرجل المشرك أربعين يوماً لا يدري ما يصنع بهم. وكانت له جارية ترعى له الغنم يقال لها: " سخيلة " فقالت له في اليوم الأربعين يا عامر قد أكل الضيوف غنمك ولم يبق لك إلا اليسير أخبرني , فقال لها مالك وما لهذا انصرفي لرعي الغنم , فأصرت عليه , فلما أصرت عليه الجارية أخبرها بالسؤال وقال لها: ما نزل بي مثلها نازلة. فقالت له تلك الجارية التي ترعى الغنم قالت له: يا عامر أين أنت؟ اتبع الحكم المبال!! أي إن كان هذا الشخص يبول من آلة الذكر فاحكم عليه على أنه ذكر و إن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه على أنه أنثى. فقال لها فرجتها عني يا سخيلة. فأخبر الناس.

قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباًً على هذه القصة: (قال هذا رجل مشرك لا يرجوا جنة ولا يخاف ناراً ولا يعبد الله ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يفتي فيها. فكيف بمن يرجوا الجنة ويخاف النار كيف ينبغي له أن يتحرى إذا صُدِر للإفتاء و إذا سأل أمراً عن الله جل وعلا).

الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله يتوقف في مسألة وهو أعلم أهل زمانه. . .

و لقد أدركنا شيخنا الأمين الشنقيطي رحمه الله ـ صاحب أضواء البيان ـ في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عندنا أنه قد جاءه وفد من الكويت يسألونه مسائل شرعية والرجل في آخر أيام حياته ولو قال قائل آنذاك أنه ليس على وجه الأرض آنذاك أحدٌ أعلم منه لما ابتعد عن الصواب ومع ذلك لما سألوه قال: لا أدري لا أدري لا أدري , فلما أكثروا عليه غير هيئة جلسته ثم قال: أجيب فيها بكتاب الله فانتظر الناس الجواب فقال رحمه الله: أقول كما قال الله ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) الإسراء36. فلما أكثروا عليه رحمه الله قال: قال فلان كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئاً لا أدري.

هذا وهو هو في منزلته وعلمه رحمه الله تعالى.

و المقصود في هذا موعظة لكل من صدره الله لا يغتر بكثرة حضور الناس له , أو لا يجب عليك أن تجيب إن كنت لا تعلم. ولقد قالت الملائكة وهم الملائكة عند ربها ((قَالُواْْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)) البقرة32.

ومن دلالة الخشية والتقوى أن لا يقترب الإنسان هذه الحجز وأن يقف عند ما أو قفه الله جل وعلا عليه.

فلا يقل على عينه مالم ترى , ولا يقل على سمعه مالم يسمع , ولا يتحدث على لسانه مالم يقل ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الإسراء36.

هذا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر شريط: ((وإن عدتم عدنا)) للشيخ المغامسي.

منقول من صيد الفوائد

ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 07:48 ص]ـ

قال (يقصد الشيخ الأمين الشنقيطي): قال فلان كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئاً لا أدري.

هذا وهو هو في منزلته وعلمه رحمه الله تعالى.

يا سبحان الله هذه الكلمة تقشعر منها الأبدان سبحان الله: أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئاً

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 02:02 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:55 ص]ـ

تقول العرب: فكن رجلارجله في الثرى ..... وهمته فوق هام الثريا

فإن إراقة ماء الحياة ..... دون إراقة ماء المحيا

ماء الوجه يرتبط بحالة الإنسان النفسية،فكلما خلا الإنسان من الهم والغم ومن غلبة الدين وضيق الهموم كان وجهه صافيا.

وقلة ذات اليد وغلبة الدين والفقر بوجه عام ليسعيبا قادحا أبدا لأنه مسألة قدرية.

فالله جل وعلا يقول: ((يبسط الرزق لمنيشاء ويقدر)) وقال سبحانه: ((ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)).فلا يمكن أن يُقدح في أحد لأنه كان فقيرا أو قليل ذات اليد.

واقصد بماء المحيا: أن الكبار من الرجال والأفذاذ من الأحرار والأعزاء من العباد يعلمون أن من حولهم من الأهل والقرابة والإخوان والأصحاب والخلان قد يكونون قليلي ذات اليد، ويمنعهم إبائهم وشيمهم وعزتهم أن يسألوا الناس، فيحاول ذلك القيّم ذلك الأخ ذلك الأب ذلك المربي أن يحافظ على محيا أخيه أن يبقى محفوظا، فيعينه دون أن يخدش حياءه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير