تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كم كنت أود من هذا المنتدى المبارك أن يجري لقاءات مع كبار العلماء من أمثال شيخنا رحمه الله، لا أن يقتصر في الغالب على طلبة علم بارزين، وأهيب بمسؤولي المنتدى أن يدركوا أمثال الشيخ عبدالغفار حسن الرحماني، وعبدالله بن عبدالعزيز العقيل، وعبدالرحمن الباني، ومحمد لطفي الصباغ، وزهير الشاويش، ومن في طبقتهم وخدمتهم، وهذا بمشيئة الله مما يرفع من شأن المنتدى وفق الله أهله للخير.

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:35 م]ـ

ومن أخبار شيخنا العجيبة في الحفظ:

كنا ننتظر درس شيخنا في الباعث الحثيث وذلك في حدود سنة 1416، وتأخر شيخنا عن الموعد عصرا، قال مدير المعهد بأن الشيخ اتصل وسيتأخر قليلا، وانصرف مجموعة، وبقيتُ فيمن بقي، ثم وصل شيخنا وآثار التعب بادية عليه، قال لنا: نأسف على التأخر، ولكن جماعة دعونا على الغداء في مزرعة بعيدة، وأخّرونا، والآن حتى وصلنا.

نظر شيخنا للوقت، ولم يبق للمغرب طويل وقت، فقال: يا إخوان الدرس يحتاج لتحضير، وأنا لم أجد وقتا لكي أحضّر، والوقت لا يكفي لإعطاء درس، ولكن قال بشر الحافي: يا أهل الحديث أدّوا زكاة حديثكم، من كل مائتي حديث خمسة أحاديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فسرد بضعة عشر متنا بحروفها، وكنتُ أكتب وراءه، فلما انتهى قال: أما الحديث الأول فرواه فلان وفلان من حديث فلان، وسنده حسن، وأما الثاني ..

فعاد وسرد مخرج وصحابي كل حديث على نسقه حتى انتهى، كل ذلك خلال دقائق، وقال وهو يضحك: يكفي اليوم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فرجعت للبيت وأخذت أقابل كل حديث ومن أخرجه، فإذا شيخنا لم يهم ولا في حديث واحد!

ومرة أخرى كان في الرياض، في المجلس الذي كان فيه الصباغ والباني، وكان من طلبة العلم عبدالوهاب الزيد وعمر الحفيان وعايض الدوسري، وربما كان الشيخ سعد الحميد، فلم يرض شيخنا أن يذهب المجلس في أحاديث جانبية، فكرر عبارة بشر الحافي (وهذا مدخله عادة في مواعظه)، وسرد خمسين حديثا خلا لأقل من نصف ساعة، بلا تلعثم، ويأتي بكل حديث ومن أخرجه وحاله، وقال: هذه زكاة ألفي حديث! وخرج الكل مبهورا بحافظته الدقيقة، رحمه الله تعالى.

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:36 م]ـ

ومما يتصل بوفاة شيخنا رحمه الله تعالى: أن الشيخ سعد الحميد حفظه الله افتتح درسه عصر اليوم في ألفية العراقي بخبر وفاة الشيخ، والترحم عليه، والإشادة بمناقبه في السنة والعلم، ووعد فضيلته أن يكتب عنه.

كما سمعت التألم من شيخنا محمد بن لطفي الصباغ، وكان اتصل مبلغا الخبر بعد طلوع الشمس، وكان كثير الترحم والتأسف عليه، فقد كانت بينهما صلة كبيرة في دمشق والرياض.

كذلك تألم على الخبر وتأسف شيخنا العلامة عبدالله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله هاتفيا من مكة، وترحم عليه كثيرا، وقال: نعم الرجل هو، نعم الرجل هو، وقد كانت بينهما مودة ومحبة كبيرة، وآخر لقائهما في بيت شيخنا ابن عقيل بالرياض في مطلع هذه السنة، وقد كان يتابع ويسأل دائما عن أخباره، ويقول: نحن نحبه في الله.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 11 - 04, 09:53 م]ـ

أخي الفاضل زياد وفقك الله و بارك فيك و جزاك خيرا على ما قدمت - برا و وفاء لشيخنا المبجل ريحانة الشام و محدثها و مؤنس وحشة الغرباء فيها -.

لقد استيقظت صبيحة هذا اليوم منزعجا من رؤيا رأيتها، تأكد لي فيها أن عزيزا سأفقده اليوم، و كنت أترقب من هذا العزيز؟

و ذهبت إلى الجامع لأخطب فيه خطبة الجمعة، و كنت تكلمت فيها عن نعمة الولد، و فضل الصبر على فقد الأولاد ..

و ما كدت أصل إلى بيتي حتى فجعت بالخبر!

فترحمت على شيخنا، و كتبت عنه مقالة، أرسلتها إلى جريدة الوطن، لعلها تنشر غدا - إن شاء الله -.

و أنا أحثك و أحث أصدقاء الشيخ القدماء منهم أمثال الباني و الصباغ أن يكتبوا عنه غدا في الجرائد، وفاء و برا بهذا الشيخ المجاهد، الذي أبى أن يسلك طريق غيره بالخروج من الشام، بل بقي فيها صابرا محتسبا، يدعو إلى الله بحكمة و على بصيرة ..

و قبل يومين فقط، كنت أفرِّغ شريطا، تضمن مقابلة مطوَّلة أجريتها مع شيخنا في سفرتي الأخيرة إليه،كانت في منزله، و أخرى أجريتها معه في مكتبته أسفل المنزل، و قلت لزوجي: نفسي تشتاق لرؤية شيخنا و الحديث معه!

و و الله لقد وقع ما كنت أخشاه، و هو أن يحول الموت بيني و بين رؤية شيخنا مجددا، فكان كذلك الأمر، فكان الموت أسبق إلى شيخنا مني.

و سأذكر جميع ما حدثني به شيخنا عن نفسه، وعمن أدركهم من العلماء، و هي أمور كثيرة جدا، و لم يسبق أن ذكرتها في الترجمة المقتضبة التي كتبتها على عجل هنا بالمنتدى، و ستخرج بشكل يليق بشيخنا رحمه الله، برا ووفاء بهذا العالم الرباني - رحمه الله و رضي عنه و جزاه عن المسلمين و الإسلام خير الجزاء -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير