بآرائهم وأقوالهم في هذا الموضوع) "6" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn6).
وبياناً لهذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (كون الدليل من الأمور الظنية أو القطعية أمر نسبي يختلف باختلاف المدرك المستدل ليس هو صفة للدليل في نفسه فهذا أمر لا ينازع فيه عاقل فقد يكون قطعياً عند زيد ما هو ظني عند عمرو فقولهم إن إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة المتلقاة بين الأمة بالقبول لا تفيد العلم؛ بل هي ظنية هو إخبار عما عندهم إذ لم يحصل لهم من الطرق التي استفاد بها العلم أهل السنة ما حصل لهم فقولهم لم نستفد بها العلم لم يلزم منها النفي العام على ذلك بمنزلة الاستدلال على أن الواجد للشيء العالم به غير واجد له ولا عالم به فهو كمن يجد من نفسه وجعاً أو لذة أو حباً أو بغضاً فينتصب له من يستدل على أنه غير وجع ولا متألم ولا محب ولا مبغض ويكثر له من الشبه التي غايتها أني لم أجد ما وجدته ولو كان حقاً لاشتركت أنا وأنت في وهذا عين الباطل وأحسن ما قيل:
أقول للائم المهدي ملامته ذق الهوى وإن استطعت الملام لم
فيقال له: اصرف عنايتك إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والحرص عليه وتتبعه وجمعه ومعرفة أحوال نقلته وسيرتهم وأعراض عما سواه واجعله غاية طلبك ونهاية مقصدك؛ بل احرص عليه حرص أتباع أرباب المذاهب على معرفة مذاهب أئمتهم بحيث حصل لهم العلم الضروري بأنها مذاهبهم وأقوالهم ولو أنكر ذلك عليهم منكر لسخروا منه، وحينئذٍ تعلم هل تفيد أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم أولا تفيده فأما مع إعراضك عنها وعن طلبها فهي لا تفيدك علماً، ولو قلت: لا تفيدك أيضاً ظناً لكنت مخبراً بحصتك ونصيبك منها) "7" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn7).
أقوال الأئمة في هذا المسألة:
ذكر كثير من أهل العلم الإجماع السلفي على قبول حديث الآحاد في العقائد وأنه يفيد العلم كما أنه يفيد العمل.
قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: (يعمل بخبر الآحاد في أصول الدين، وحكى الإمام ابن عبدالبر الإجماع على ذلك) "8" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn8).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: (ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذه السبيل (أي تثبت بخبر الواحد) "9" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn9)، وقال رحمه الله: (ولو جاز لأحد أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي. ولكني أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد، بما وصفت من أن ذلك موجوداً على كلهم) "10" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn10).
قال ابن القيم رحمه الله: (وقد صرح الشافعي في كتبه بأن خبر الواحد يفيد العلم، نص على ذلك صريحاً في كتاب اختلاف مالك).
وفي كتاب المسودة قال أبو بكر المروزي: (قلتُ لأبي عبدالله - الإمام أحمد -: ههنا إنسان يقول: إن الخبر يوجب عملاً ولا يوجب علماً، فعابه وقال: ما أدري ما هذا).
قال المؤلف: (وظاهر هذا أنه سوى فيه بين العمل والعلم) "11" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn11).
وقال السفاريني: (نقل أحمد بن جعفر الفارسي في كتاب الرسالة عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: لا نشهد على أحد من أهل القبلة أنه في النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون ذلك في حديث كما جاء نصدقه أنه كما جاء فقوله: ونعلم أنه كما جاء نص صريح في أن هذه الأحاديث تفيد العلم عنده) "12" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn12).
قال الشوكاني: (وقال أحمد بن حنبل أن يفيد بنفسه العلم) "13" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1069761#_ftn13).
¥