"4" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070121#_ftnref4) شرح العقيدة الطحاوية 75
ـ[أبو الوليد بن أبي الليث]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:48 م]ـ
البيجوري قبورياً
لعل المسلم الواعي المتفهم لأبجديات عقيدته فحسب، يدرك أن أصل عقيدته وأساسها يكمن في أن العبادة لا تصرف إلا لله وحده، وأن الله عز وجل هو المستحق للعبادة، وهذا هو المتبادر الأول لذهن المؤمن حين ينطق بلا إله إلا الله، وهو يعلم كذلك أن صرف العبادة لغير الله إنما هو شرك في إلوهية الإله الحق سبحانه وتعالى. فهل البيجوري حين يقرر عقائد التوحيد كما يزعم يفهم هذه الأبجدية ويعي حقيقتها؟!!
يقول البيجوري: (ولذا قيل: من لم تظهر كرامته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق. وقال الشعراني: ذكر لي بعض المشايخ أن الله تعالى يوكل بقبر الولي ملك يقضي الحوائج، وتارة يخرج الولي من قبره فيقضيها بنفسه) "1" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070122#_ftn1).
هذا التقرير العجيب في باب إثبات كرامات الأولياء وتحت شرحه لقوله الناظم اللقاني:
وأثبتن للأولياء الكرامة ومن نفاها إنبذن كلامه
أقول هذا التقرير العجيب ماذا يحمل في طياته: هل هو إثبات كرامات الأولياء التي لا ينكرها من أهل السنة أحد أم هو أمر آخر؟!
الناظر فيه بتمعن يدرك الدعوة الصارخة للالتجاء إلى القبور لقضاء الحوائج، لأن الولي يقضي الحوائج أو الملك الموكل بقبره.
طامة عظمى ودعوة جاهلية في كتاب التوحيد من أجل الإشراك بالله سبحانه وتعالى.
ومن أجل بيان أجلى في شرح مفهوم العبادة، وخاصة الدعاء، وأنه لا ينبغي صرفه إلا لله تعالى، وصرفه إلى غيره شرك بالعبادة.
نقول وبالله التوفيق:
إن الله عز وجل هو الذي خلق الخلق وهو الذي له حق الأمر وحده. قال سبحانه وتعالى: {ألا له الخلق والأمر} وخروج الناس عن أمره سبحانه وتعالى إنما هو معصية كبيرة لهذا الإله العظيم. ولذلك جعل سبحانه وتعالى أوامره من أجل إحقاق الحق وصرف العبادة له وحده. والعبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070122#_ftn2)2".
ومع هذا البيان لمعاني العبادة، لابد أن نعلم أن العبادة المقبولة عند الله تعالى لابد لها من شروط، وإلا كانت العبادة باطلة وكانت وبالاً على صاحبها.
وهذه الشروط أجمع علماء الإسلام عليها، وهي واضحة جلية في الكتاب والسنة.
أجلى هذه الشروط وأعمقها وأهمها:
ألا تعبد إلا الله، ولا تعبد الله إلا بما شرع. فأن لا تعبد إلا الله تحقيق لمعنى التوحيد بشقه الأول وهو: أن لا إله إلا الله، ولا تعبد الله إلا بما شرع تحقيق لمعنى محمد رسول الله. فلا عبادة إلا بنية، ولا عبادة إلا بنص. فمن صرف عبادته لغير الله فقد أشرك، ومن عبدالله بغير ما شرع فقد ابتدع.
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية: (جماع الدين أصلان: أن لا نعبد إلا الله، ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع. كما قال تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}. وذلك تحقيق الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله.
ففي الأولى: أن لا نعبد إلا الله. وفي الثانية: أن محمداً هو رسوله المبلغ عنه فعلينا أن نصدق خبره ونطيع أمره. وقد بين لنا ما نعبد الله به، ونهانا عن محدثات الأمور، وأخبر أنها ضلالة. قال تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
¥