تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول البيجوري: (فإن تصديق المقلد ليس كتصديق العارف بالدليل، وهو ليس كتصديق المراقب، وهو ليس كتصديق المشاهد، وهو ليس كتصديق المستغرق الذي لا يشاهد إلا الله) "3" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftn3).

هذه نهاية الكشف وهو أن لا يشاهد إلا الله. لا يرى في الوجود إلا الله. لا خالق ولا مخلوق فالكل هو الله. العبد رب والرب عبد.

وإن أردت عبارة أصرح منها وأوضح من البيجوري، تكشف عن مؤدى كشفه فاقرأ: (فالتقليد - أي في المعرفة - للعوام، والعلم لأصحاب الأدلة، والعيان لأه المراقبة ويسمى مقام المراقبة، والحق للعارفين، ويسمى مقام المشاهدة، والحقيقة للواقفين ويسمى مقام الفناء لأنهم يفنون عن غير الله ولا يشهدون إلا إياه، وأما حقيقة الحقيقة فهي للمرسلين، وقد منعنا الله من كشفها، فلا سبيل إلى بيانها) "4" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftn4).

وحدة وجود بينة واضحة وطامات مستورة لا يستطيع (تستراً) بيانها، فسبحان الله العظيم إذا كان الكفر قد كشفه وبينه فما هو المستور الذي يخاف فضحه. وإذا كانت حقيقة الحقائق يخفيها عن المسلمين إذاً: ما هذا الذي يعلمهم في شرحه جوهرة التوحيد هل هو باطن؟ هل هو الظاهر؟ وهناك من الباطن المستور، وقطعاً أنه يخالف الظاهر المنظور إليه.

لا يستطيع عالم منصف أن يمسح هذا السواد المظلم عن هذه الضلالات، أو أن يجد لها تأويلاً. وبعد هذا كله يكون هذا الشرح معتمداً لدى المسلمين في مدارسهم وحلقاتهم. هذا الكشف في العقائد. فهل الكشف عند البيجوري يصلح لأمر آخر؟

يقول البيجوري: (ولعل هذا الحديث - حديث إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ثم موتهما - صح عند أهل الحقيقة بطريق الكشف) "5" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftn5).

يا لضيعة جهود علماء الحديث وتعبهم في البحث عن الأسانيد وتجميعها، ويا لضيعة جهودهم في تحقيق هذه الأسانيد. لماذا أضاعوا أعمارهم؟ ولماذا شقوا على أنفسهم إذا كانت هذه العلوم والضوابط لا معنى لها عند البيجوري؟

يجلس الصوفي في خلوة له مستغرقاً في وحدة الوجود، وبالكشف يخبرنا صحيح الحديث وضعيفه {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}.

أهذا هو العلم، أهكذا هو الإسلام الذي فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم. أهذا هو إسلام التابعين وأئمة المسلمين. أهذه هي عقائد المسلمين التي يعلمهما البيجوري في شرحه للجوهرة؟

والذي يجب علي أن لا أكتمه عن حقيقة الكشف بعد ذلك وأنه ضلال في ضلال؛ بل هو الجنون بعينه.

أقول: إن الكشف هو عبارة عن أمور في نفس الشخص يظن أنها موجدة في الأعيان فيجزم بوقوعها وأنها حقيقة قائمة، ولا يستطيع نفيها عنده أحد مهما تجمعت لديه الأدلة الأخرى على ضلال اعتقاده، لوحدة الوجود وحصول بعض المشاهدات لديه كادعائه أنه يرى الله وأن الله يكلمه وأنه يجلس مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويتلقى منه العلم ويصلي الفرائض ورائه وهي في الحقيقة تصورات ذهنية داخلية وخيالات نفسية شيطانية ليس لها واقع صحيح وليست من هدي الكتاب والسنة ولا هي سبيل المؤمنين.

أي نستطيع أن نقول إن الكشف هو خيال جنوني داخلي يدعي الصوفي أنه به يحصل له علم اليقين في مسائل الاعتقاد وفي كثير من المسائل الشرعية وغيرها وهذا شرع من الدين لم يأذن به الله ولا رسوله.

فنسأل الله العفو والعافية.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وعامة هؤلاء إذا خوطبوا ببيان فساد قولهم قالوا من جنس قول النصارى هذا أمر فوق العقل، ويقول بعضهم ما كان يقول التلمساني لشيخ أهل الوحدة يقول: يثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل) "6" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftn6).

فإذا لم تكن من صحيح النقل ولا من صريح العقل؛ فمن أين جاءت؟

لاشك أنها من الشيطان والهوى.

"1" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftnref1) القائد لتصحيح العقائد 37

"2" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1070124#_ftnref2) الجوهرة 22

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير