تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما كونهم يكتب لهم الأجر فلقوله - تعالى -: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر- والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) فاستثنى من القاعدين أولي الضرر وألحقهم بالمجاهدين، ويدل ذلك ما رواه مسلم عن جابر قال: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فقال: ) ويدل له أيضاً ما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال: قال القرطبي- رحمه الله - (فهذا يقتضي أن صاحب العذر يعطي أجر الغازي، فقيل: يحتمل أن يكون أجره مساويًا، وفي فضل الله متسع، وثوابه فضل لا استحقاق، فيثيب على النية الصادقة مالا يثيب على الفعل، وقيل: يعطي أجره من غير تضعيف فيفضله الغازي للمباشرة والله أعلم>>.

وأما كونهم لا يكتب لهم ذلك الأجر إلا إذا نصحوا لله ورسوله أي: لم يقارن تخلفهم بسبب العذر مزح بتخلصهم من الجهاد، بل يجب أن يكونوا قد عقدوا العزيمة على أن لو زالت أعذارهم لم يتخلفوا ولم يتوانوا ويتباطؤا عنه لحظة، قال - تعالى -: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل، والله غفور رحيم) ثم ضرب الله - تعالى - مثلاً لهؤلاء الناصحين بالتكاين الذين طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحملهم ليخرجوا معه لجهاد الأعداء، فاعتذر بأنه لا يجد ما يحملهم عليه فخرجوا يبكون مغمومين بسبب ذلكسورة التوبة آية 92 - .

ومع أن الله - تعالى - قد عذرهم كما تقدم فإن بعضهم يحمله حبه للشهادة وإعلاء كلمة الله والاستجابة لله حيث يقول - تعالى -: (انفروا خفافًا وثقالاً) -سورة التوبة آية41 - كما فعل عمرو بن الجموح-وكان شديد العرج- في غزوة أحد حين هم بالخروج فاعترضه أبناؤه بأن الله قد عذره، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن بني يريدان أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك> وقال لبنيه>-السيرة النبوية2/ 90 - .

ثالثًا: فضائل الجهاد:

قد وردت في الكتاب والسنة فضائل كثيرة للجهاد نجتزئ بذكر طرف مما ورد في كتاب الله منها:

1 - طرف حركات المجاهد كلها مكتوبة له من حين يخرج من بيته قال - تعالى - -سورة التوبة آية 121، 120 - .

2 - أنه أفضل من نوافل العبادات قال - تعالى - (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المساجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم) -سورة التوبة آية 19، 21 - قال ابن القيم- رحمه الله -: (فأخبر - سبحانه وتعالى- أنه لا يستوي عنده عمار المسجد الحرام- وهم عمارة بالاعتكاف والطواف والصلاة هذه هي عمارة مساجده المذكورة في القرآن- وأهل سقاية الحاج، لا يستوون هم وأهل الجهاد في سبيل الله، وأخبر أن المؤمنين المجاهدين أعظم درجة عنده، وأنهم هم الفائزون، وأنهم أهل البشارة بالرحمة والرضوان والجنات، ففي التوبة بين المجاهدين وعمار المسجد الحرام مع أنواع العبادة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير