تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - ترك الجهاد سبب للهلاك في الدنيا والآخرة، أما هلاك الدنيا فبالذلة والاستعباد وتسلط الكفار عليهم، وأما هلاك الآخرة فمعلوم، قال - تعالى -: ((وأنفقوا في سبيل الله، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)) [البقرة/195] قال أسلم بن عمران: حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال أناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية، إنما نزلت فينا، صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار نجياً فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله، وكنا آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهما، فنزل فينا ((وأنفقوا ... الآية)) فكانت التهلكة الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد" رواه ابن حبان والحاكم وصححاه.

2 - ترك الجهاد سبب لعذاب الله وبطشه قال - تعالى -: ((إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير)) [التوبة/39].

3 - ترك الجهاد والفرح بالقعود من صفات المنافقين قال - تعالى -: ((لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين، إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون)) [التوبة/44 - 45]. وقال - سبحانه -: ((فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا: لا تنفروا في الحر، قل: نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون، فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً جزاء بما كانوا يكسبون)) [التوبة/81 - 82].

4 - ترك الجهاد سبب لإفساد أهل الأرض بالقضاء على دينهم، قال - تعالى -: ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)) [البقرة/251]. وقال - سبحانه -: ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)) [الحج/40].

5 - ترك الجهاد يفوت مصالح عظيمة وفضائل جمة منها الأجر والثواب والشهادة والمغنم والتربية ودفع شر الكفار وإذلالهم، ورفع شأن المسلمين وإعزازهم.

6 - ترك الجهاد قد يعرض لعقوبة عاجلة تنزل بالقاعدين عن الجهاد، كما قص الله - تعالى - من خبر بني إسرائيل لما طلب إليهم موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يدخلوا الأرض المقدسة فقالوا: ((يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، قال: رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين، قال: فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين)) [المائدة/20 - 26]. وقد وعى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الدرس جيداً، ففي يوم بدر لما استشارهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القتال؛ قال له المقداد: يا رسول الله: إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن امض ونحن معك" رواه البخاري. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاءً فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" رواه أحمد.

7 - ترك الجهاد سبب للذل والهوان قال - تعالى -: ((إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم، ولا تضروه شيئاً، والله علىكل شيء قدير)) [التوبة/39]. قال - صلى الله عليه وسلم -: "لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك حتى تتوبوا إلى الله، وترجعوا إلى ماكنتم عليه" رواه أحمد.

هذه بعض عواقب ترك الجهاد، وتفصيلها يطول، فاللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الزيغ والفساد، وانشر رحمتك على العباد.

سابعاً: ثمرات الجهاد وفوائده:

للجهاد فوائد عظيمة وثمرات يانعة ومصالح جمة تتحقق للأمة، بل وللعالم كله نذكر على سبيل المثال منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير