تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يكن الشيخ يتبرم من كثرة أسئلة الناس أو يستثقلها، بل كان يستحث المدعوين على الأسئلة، ويؤكد أنه (لا يزعل من ذلك)، وكان - رحمه الله – يؤكد على عدم انتقاص العالم واطراح محاسنه لأجل مسألة أو مئة أو مئتين أخطأ فيها هذا العالم، بل الواجب إرشاده للصواب والإبقاء على مودته وعلو منزلته (المرجع السابق ورسالة الباز 1/ 133).

12 - الموعظة:

لا شك أن المواعظ سياط ا لقلوب تحرك الكسلان وتوقظ الغافل وتنبه المهمل، ولذا نجد الشيخ – رحمه الله – لا يكتفي بذكر الأدلة والبراهين على صحة الدعوة، بل إذا وجد من يعرف الحكم ولم ينقد له ذكره بالجنة والنار والقبر وعذابه، ورهبة الوقوف بين يدي الله _جل وعلا_ يقول لأحد المدعوين: "فتضرع إلى الله بقلب حاضر خصوصاً في الأسحار أن يهديك للحق ويريك الباطل باطلاً، وفر بدينك فإن الجنة والنار قدام، والله المستعان" (مجموع المؤلفات 5/ 305)، ويحذر أحدهم من معاونة المشركين لأجل تنمية المال قائلاً له في رسالته إليه: "فإن الخلود في النار جزاء الردة الصريحة ما يُسوى (أي: يساوي) بُضَيعة (تصغير بضاعة) " (المرجع السابق 5/ 224).

13 – الإغلاظ بالقول:

عندما لا تنفع الملاينة ولا تجدي البراهين فإنه قد تنفع الغلظة بالقول مع مراعاة حدود الشرع وإدراك العواقب، ولذا قال موسى لفرعون: "قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً" (الإسراء:102)، وقد أغلظ الشيخ بالقول لأقوام بعد أن استنفذ كافة الأساليب اللينة معهم، فقال: "وأنت لا تلمني على هذا الكلام، تراني استدعيته أولاً بالملاطفة، وصبرت منه على أشياء عظيمة، والآن أشرفت منه على أمور ما ظننتها" (مؤلفات الشيخ 5/ 141).

14 – التهديد والتخويف:

وهو آخر دواء يستنفذه الداعية عندما لا تجدي كافة الوسائل مع المدعو، ولا شك أن بعض النفوس قد لا ينفع معها إلا هذا الأسلوب من الإنكار، وقد خاطب الإمام مرة أحد خصومه، الذي ظهر له أنهم يعادونه عناداً بعد قيام الحجة عليهم، فيقول الشيخ مهدداً متوعداً إن لم يتوبا إلى الله ويكفا عن محاربة دينه فإنه يفتي الناس بعدم الصلاة خلفهما، وعدم قبول شهادتهما، ووجوب عداوتهما (مجموع المؤلفات 5/ 226)، بل إنه دعا إلى المباهلة بعض مخالفيه تهديداً لهم وبياناً بأنهم مبطلون وإعلاماً باستيقان الشيخ بما يدعو إليه، فقال: "وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دَعَوْته إلى المباهلة، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض" (مؤلفات الشيخ 5/ 226).

15 – الحوار والمناظرة:

قال _تعالى_: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (النحل: من الآية125)، وقد حير الشيخ خصومه عندما استخدم هذه الوسيلة لما أوتيه من قوة حجة وسعة علم ودعوة حق وحدة ذكاء، وكان يناظر الإنسان بمذهبه إن كان شافعياً فبكلام الشافعية، أو مالكياً فبكلامهم، وهكذا.

وكان - رحمه الله – من شدة تمرسه يواجه الخصم بحججه، ويضرب أقوال الخصوم بعضها ببعض، وكان ينكر على من يحيد عن الموضوع حال المناظرة ويعرض بالذين يتهربون عن المواجهة، وكان يعلن أنه يقبل الحق متى استبان له، فليس جداله عن عصبية أو إثبات ذات أو لتعجيز خصم وإحراجه.

16 – التجرد ونشدان الحق:

كان الشيخ – رحمه الله – لا يتعصب لقول أحد كائناً من كان إلا قول الله _تعالى_ ورسوله _صلى الله عليه وسلم_، يقول - رحمه الله-: "ولست – ولله الحمد – أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم، مثل: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" (مجموع مؤلفات الشيخ 5/ 252).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير