وابن خزيمة معروف أبو بكر محمد ابن إسحاق ويلقب بإمام الأئمة وله مؤلفات كثيرة منها الصحيح وكتاب التوحيد كان مولده سنة 223 أو 224 وكانت وفاته سنة310أو 311 هـ.
هذا الحديث حديث جيد صحيح وعلقه البخاري رحمه الله في الصحيح
((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)) يعني أمر إيجاب هو الذي انتفى لأجل المشقة وأما الاستحباب فهو موجود مأمور به استحبابا. لأن المستحب لا يشق لأنه إن استطاع فعله وإلا تركه فلا يشق
وإنما الذي يشق أمر الإيجاب الذي لا بد من فعله وإلا يأثم
هذا هو الذي انتفى لأجل المشقة ((لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)) أمر إيجاب ولكن هذا انتفى ولكن أمر الاستحباب باقي فيستحب السواك عند كل وضوء لأنه من باب النظافة للفم وتطييب النكهة.
وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)) أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما بسند صحيح.وهذا يدل على فضل السواك
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك عند الصلاة أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)) أخرجه مسلم. وفي البخاري ((عند كل صلاة)).
هذا يدل على أنه كان صلى الله عليه وسلم يستاك عند الصلاة لكنه مستحب وليس بواجب.
وكذلك يستحب السواك إذا انتبه من النوم لحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك.
وكذلك يستاك عند دخول المنزل لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك. رواه مسلم
فالسواك مستحب في هذه المواضع لهذه الرواية عند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وإذا انتبه من النوم وعند دخول المنزل وهكذا في كل مكان يتغير فيه الفم فيستحب له ويتأكد استعماله لأنه يطيب النكهة وينظف الأسنان ويزيل النعاس ويعين على الخير فالسواك فيه فوائد كثيرة.
وأحسن ذلك ما كان من الأراك وهكذا ما يقوم مقامه مما له القوة على التنظيف من غير جرح.
الحديث السابع والثلاثون: عن حمران مولى عثمان أن عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا. متفق عليه.
وحديث عثمان رضي الله عنه فيه الدلالة على صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يبدأ بغسل كفيه ثلاث مرات وهكذا السنة بعد نية الوضوء يسمي الله للحديث الذي سيأتي في آخر الباب ((لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)
فالسنة أن يسمى الله جل وعلا وإن كان الحديث فيه ضعف ولكن بمجموع الروايات يؤخذ منه أن لهذا الحديث أصلا ولهذا قال مجموعة من الحفاظ بمجموعها يكون الحديث حسنا. كالقاعدة في مثل هذا؛ فالمقصود أنه يستحب التسمية في أول الوضوء مع النية
ثم يغسل كفيه ثلاث مرات لدلالة حديث عثمان وما جاء في معناه ثم يبدأ في الوضوء يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات وإن تمضمض مرة واحدة بغرفة واحدة كفى وإن فصلها في عدة غرفات جاز ذلك
ولكن أفضلها أن تكون ثلاثا بثلاث غرفات ـ وإن جعل الثلاثة بغرفة واحدة أجزأ.
ثم يغسل وجهه ثلاثا ويجزئ واحدة كما هو معروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين و توضأ ثلاثا ثلاثا كل هذا ثابت عنه عليه الصلاة والسلام.
فدل ذلك على أنه يجزئ واحدة. والأفضل اثنتان والكمال ثلاثا ثلاثا
ثم غسل يده اليمنى ثلاثا إلى المرفق، والمرفق داخل في الغسل فإلى بمعنى ((مع)) في الآية الكريمة والأحاديث.
لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه كان إذا توضأ وغسل يديه أشرع في العضد.
وإذا غسل رجليه أشرع في الساق
فدل ذلك على أن الكعب في الرجل والمرفق في اليد داخل في الوضوء. فإلى بمعنى ((مع))
ثم مسح رأسه)) وجاء في أحاديث أخرى وستأتي0
ثم غسل رجليه ثلاثا إذا كان لابسا النعلين.
ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا))
¥