ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرك بأمر لك فيه مصلحة ولك فيه خير وهو أعلم وهولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى 0 فالذي أمر به سبحانه وتعالى فيه الخير لك وإن كنت لا تعلم شيئا يوجب ذلك لكن ربك أحكم وأعلم 0 فعليك أن تغسلها قبل أن تدخلها في الإناء0
وظاهر الأمر الوجوب أيضا فينبغي أن لا تدخلها في إناء وضوئك حتى تغسلها ثلاثا
تسمي الله وتغسلها ثلاثا قبل أن تشرع في المضمضة والاستنشاق 0
وعرفت أن الأصل في الأمر الوجوب وليس هناك صارف فينبغي لك أن تنفذ أمر الله عزوجل في هذا الأمر ولو قدر أن الإنسان أدخل يده فإن الصواب أن الماء لا يفسد، الماء طهور لا ينجسه شيء فإذا أدخل يده ولم يغسلها أساء وخالف الأمر ولكن الوضوء صحيح والماء طهور ليس به شيء0
س / هل هذا عند كل وضوء أم بعد النوم؟
ج / إذا قام من النوم وأما إذا قام من غير النوم فيستحب ويتأكد كذلك 0
س / هل هو عام في كل نوم من ليل أو نهار؟
ج/ من العلماء من خصصه بنوم الليل وألحق بعض السلف النهار بذلك لأن العلة في النوم ولكن (بات) لا تطلق إلا على نوم الليل وبعض العلماء ألحق بذلك نوم النهار لعموم العلة 0 والأولى بالمؤمن أن يفعل ذلك إذا قام من النوم في ليل أو نهار0
ونوم الليل آكد لأنه محل الحديث 0
س/ ما العلة التي تجمع بين نوم الليل والنهار؟:
ج / بجامع العلة وهو أن الإنسان في النوم يفقد شعوره بكل شيء بهذا الجامع يعم نوم الليل ونهار في المعنى 0 وغسل اليد يستحب مطلقاً عند القيام من ليل أو نهار كان يغسل يديه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً مطلقاً عند الوضوء لكن إذا قام من النوم تأكد أكثر وإن كانت من نوم الليل تأكد أكثر وأكثر
...
الحديث الأربع والأربعون: وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة
الحديث الخامس والأربعون: ولأبي داوود في رواية (إذا توضأت فمَضمِض)
ش / لقيط بن صبرة ...... ويقال: لقيط بن عامر ......
وقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل ولينتفع فسأل عن أشياء ــ رضي الله عنه وأرضاه ــ وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء ومن ذلك ما جاء هنا (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) هذا الحديث الصحيح رواه الأئمة الأربعة وغيرهم و أحمد وإسناده جيد الإسناد صحيح وهو يد على شرعية إسباغ الوضوء 0
وإسباغ الوضوء هو إمرار الماء على أعضاء وهو واجب لأنه لا يكون الوضوء وضوءاً شرعياً إلا بإسباغ الوضوء0
وإسباغ الوضوء هو إتمامه وإكماله.
فلا بد من إسٍباغ الوضوء في أعضائه حتى يفعل ما أمره الله به جلا وعلا 0
(وخلل بين الأصابع) كذلك كونه يوصل الماء إلى الأعضاء أمر لازم والمبالغة في ذلك حتى يتيقن ذلك أمر مشروع للمؤمن (وخلل بين الأصابع) لأن الماء قد ينبو بين الأصابع فإذا عمه الماء صار التخليل مستحباً من باب كمال الإسباغ 0
(وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) كذلك يستحب لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ولا يبالغ فدل ذلك على أن المبالغة سنة بدليل الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين
فلما علمنا أن المرة تكفي علمنا أن المبالغة سنة وقربة وليست بواجبة لكن من باب الكمال
(إلا أن تكون صائماً) لأن الماء قد يذهب إلى جوفه من آثار المبالغة فينبغي له التوقي وعدم المبالغة التي يخشى منها هذا الشيء 0
بل السنة له أن يتمضمض ويستنشق ولكن بدون مبالغة لئلا يدخل وينحدر الماء إلى جوفه ومن تمام العناية بالوضوء وكماله المبالغة في المضمضة والاستنشاق وتخليل الأصابع ليكون وضوءك كاملا وتكون قد أسبغت الماء في محله
وهكذا رواية ((إذا توضأت فمضمض)) إسناده جيد عند أبي داوود
وفيها دلالة على أن المضمضة مأمور بها .. وقد جاء في فعله صلى الله عليه وسلم فهو تفسير للأمر الشرعي أمر الله في سورة المائدة في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا أقمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم ... } الآية 0 فإنها داخلة في غسل الوجه لأن المضمضة والاستنشاق من غسل الوجه ومجيء الأمر بها لتأكيد الوجوب 0
¥