تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وفي شأنه كله) وهذا يدل على أن الأفضل البداءة باليمين في كل شيء مقصود له شأن بخلاف غير المقصود المفضول بخلاف المستقذر بخلاف إزالة النجاسات والأوساخ فإنها تبدأ باليسار هذا هو المعروف من سنته علي الصلاة والسلام 0

الشيء الأفضل يكون باليمين كالنعلين والخفين والقميص والسراويل يبدأ بالأيمن عند اللبس وعند الخلع يبدأ بالأيسر حتى تكون اليمنى أول ما تنعل وآخرهما تخلع وهكذا في القميص والسراويل ونحو ذلك وهكذا في دخول المسجد يقدم اليمين بخلاف الخروج0

وعكسه في دخول محل قضاء الحاجة فإنه مستقذر مرذول فيبدأ باليسار وسيأتي هذا في أحاديث كثيرة كون اليمنى لأكله وشربه وطهوره وأخذه وعطائه إلى غير ذلك والطهور كذلك مقصود فيبدأ بالأيمن 0

أما ما يستقذر كالاستنثار يكون باليسار وكإزالة النجاسة تكون باليسار وكالاستنجاء والاستجمار يكون باليسار فإنه مستقذر هذا هو الجمع بين نصوص الباب وهو كون اليمين للأفضل والمقصود، واليسار لغير المقصود ولغير الأفضل وللمستقذر

وإذا جمعت أحاديث الباب وجدتها تدور على هذا 0

والله سبحانه وتعالى أعلم 0

...

الحديث الواحد والخمسون: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأتم فابدأوا بميامنكم) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة

ش / هذا يدل على وجوب البداءة باليمين مما له يسار، في يديه وفي قدميه وهذا هو المعلوم من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ باليمنى في يديه ورجليه قبل اليسرى وهذا هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة من حديث عثمان رضي الله عنه ومن حديث عبد الله بن زيد بن عاصم ومن حديث علي رضي الله عنه وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم رضي الله عنهم ـ

وفعله يفسر قوله جل وعلا ((يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)) فكما أنه يفسر الترتيب والموالاة فهو يفسر أيضا الترتيب بين اليدين والقدمين وفعله e مفسر لما أجمل في القرآن الكريم في الوضوء والغسل وغير ذلك مما أجمل في كتاب الله عزوجل في الصلاة والزكاة والحج وغير هذا فكذلك الوضوء وهذا هو الذي عليه أهل العلم وهو ظاهر السنة وظاهر القرآن فإن السنة تفسر القرآن وتبين معناه 0

وذهب بعضهم إلى أن ذلك للسنية فقط وإن الترتيب بين اليمنى واليسار للأفضلية فقط وهو قول مرجوح والصواب الأول وأنه للوجوب وهو ظاهر السنة وهذا هو المستفيض عنه عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث وما جاء في معناه 0

وزاد البيهقي وغيره (إذا توضأتم ولبستم)) وهذا كما تقدم في حديث عائشة رضي الله عنهما أن السنة البداءة باليمين ((كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله)) والسنة فيما له يمين ويسار البداءة باليمين في اللبس والبداءة باليسار في الخلع كالقميص والسراويل والخفين والنعلين وغير ذلك مما له يمين ويسار يبدأ باليمين في اللبس وباليسار في الخلع هذا من سنته صلى الله عليه وسلم والآداب الشرعية التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يبدأ باليمين في الأكل والشرب والمصافحة والأخذ والعطاء ونحو ذلك 0

...

الحديث الثاني والخمسون: وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين) أخرجه مسلم

المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه وأرضاه (فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين) هذا يدل على شرعية المسح على الخفين وعلى العمامة وهذا سنة قد جاءت بها أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم روى المسح عن النبي e جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام حتى قال بعضهم أنهم بلغوا سبعين صحابياً ما بين ناقل للفعل وبين ناقل للقول 0

لأن المسح على الخفين قد تواترت به السنة وذكره أهل السنة في العقائد خلافاً للرافضة فإن الرافضة لا يمسحون بالخفين ويمسحون على القدمين خالفوا أهل السنة في الأمرين جميعاً أما أهل السنة والجماعة فقد عملوا بالكتاب والسنة وتابعوا ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا فهم أولى الناس بكل خير خلاف أهل البدع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير