عبد الله بن أبي بكر هذا هو محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري رضي الله عنه وعن أبيه وأجداده.
وتوهم بعض الشراح أن عبد الله بن أبي بكر هذا هو ابن أبي بكر الصديق. وهذا وهم كبير وغلط عظيم فإن عبد الله بن أبي بكر الصديق ليس له رواية وليس من رواة هذا الحديث وإنما هو عبد الله بن أبي بكر وهو محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ولهذا قال في الرواية إنه مرسل. ولو كان عن عبد الله بن أبي بكر الصديق ما كان مرسلا لأنه صحابي جليل.
قلا (لا يمس القرآن إلا طاهر) استدل له العلماء على تحريم مس المصحف إلا على طهارة لهذا الحديث ولأحاديث أخرى جاءت في الباب يشد بعضها بعضا.
رواه مالك مرسلا في الموطأ، ووصله النسائي وابن حبان وهو معلول.
ورواه أبو داود في المراسيل أيضا
وجاء في بعض طرقه الموصولة ما هو جيد. قال الزيلعي صاحب نصب الراية:-
الحديث جيد ولا بأس به وله طرق جيدة موصولة وهو حجة على تحريم مس المصحف وما جاء في الأحاديث الأخرى والشواهد الأخرى تؤيد معناه وهذا كله في مس المصحف إما إذا كانت القراءة عن ظهر قلب فلا بأس أن يقرأ على طهارة إذا كان ليس بجنب للحديث الآتي.
...
الحديث الرابع و الثمانون: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ? صلى الله عيه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) رواه مسلم وعلقه البخاري.
فذكر الله يشمل القرآن وغير القرآن، فيجوز للمسلم أن يقرأ القرآن ويذكر الله وإن كان على غير طهارة وهذا من تيسير الله جل وعلا فإن الإنسان بحاجة إلى الذكر بحاجة إلى التعبد به فأباح الله له الذكر وإن كان على غير طهارة. حتى لا يتكلف ولا يحرم من هذا الخير العظيم. هذا من فضل الله وإحسانه إلينا سبحانه وتعالى.
وأما مس المصحف فلا بد فيه من الطهارة لهذا الحديث وهو ما دلت عليه فتاوى الصحابة روى عن ابن عباس وغيره أفتوا أنه لا يجوز مس المصحف إلا إذا كان على طهارة
أما من تأول بأن المراد بالطاهر المسلم فهو تأويل ضعيف لأن الطاهر في عرف الشارع هو المتوضئ. فلا يمس القرآن إلا طاهر يعني متوضئ هذا هو الصواب وعليه الأئمة الأربعة وجمع من أهل العلم.
وجاء عن بعضهم القول بأن مس المصحف يجوز بغير طهارة وهو قول ضعيف مخالف للسنة ومخالف لما أفتى به أصحاب النبي ? صلى الله عيه وسلم فلا يلتفت إليه
لكن يستثنى من هذا الجنب فإنه لا يقرأ القرآن ينتظر حتى يغتسل وحديث: - (كان يذكر الله على كل أحيانه) هذا عام، مخصوص منه الجنب لحديث علي الآتي أن النبي ? نهى عن قراءة القرآن لمن عليه جنابة. وهو مستثنى على الصحيح.
واختلف العلماء في الحائض والنفساء هل تستثنى من العموم أم أنه يجوز لهما القراءة كسائر الذكر على قولين: ـ
أحدهما: أنهما كالجنب بجامع أن معهما الحدث الأكبر.
القول الثاني: أنهما ليسا كالجنب لأن مدتهما تطول بخلاف الجنب.
وقد احتج أصحاب القول الأول بحديث رواه عمر عن النبي ? (لا تقرأ الحائض والنفساء من القرآن) ولكنه حديث ضعيف لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهو من غير الشاميين و رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة عند أهل العلم
والقول الثاني: أنه لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء لأن مدتهما تطول لكن من غير المصحف عن ظهر قلب ولا سيما عند الحاجة كمدرسة والطالبة المحتاجة إلى ذلك فإن حاجتهما ظاهرة في هذا وقياسهما على الجنب ليس بظاهر فلا يصح قياسهما على الجنب.
الحديث الخامس والثمانون: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عيه وسلم ? احتجم وصلى، ولم يتوضأ. أخرجه الدارقطني ولينه.
هو أنس بن مالك بن النضر خادم النبي صلى الله عيه وسلم ? وهناك أنس ثاني يقال له أنس بن مالك الكعبي صحابي أيضا لكن إذا أطلق أنس فهو خادم النبي صلى الله عيه وسلم ? وقد عمر حتى تجاوز المائة مات سنة 92أو 93 من الهجرة وكان وقت الهجرة ابن عشر سنين وعمره حين مات مائة وسنتان أو ثلاث رضي الله
عن النبي ? احتجم وصلى ولم يتوضأ) أخرجه الدارقطني ولينه.
¥