وتقدم أن هذا على سبيل الأولوية وإلا فالصحيح أنه لا بأس باغتسال أحدهما بفضل الآخر كما تقدم وكونهما يغتسلان جميعا أو لا أو كل واحد على حدة، وكونهما يغتسلان جميعا ليس فيه سبق أحدهما للآخر على سبيل الاستقلال وإنما على سبيل الاشتراك يأخذ بعد أخذها وهي تأخذ بعد أخذه. وكل واحد يصدق عليه أنه أخذ أوانه اغتسل بفضل الآخر وهو يؤيد ويقوي ما تقدم من أن غسل الرجل بفضل المرأة أو المرأة بفضل الرجل أنه لا محظور فيه ولا حرج فيه وإن كان الأولى ترك ذلك كما تقدم. مع أنهما لو اغتسلا جميعا لا بد أن يغترف أحدهما بعد الآخر فيصدق عليهما أنه أخذ بعض فضلته واغتسل بها.
...
الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (إن تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر واتقوا البشر) رواه أبو داود والترمذي وضعفاه.
...
الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: ولأحمد عن عائشة رضي الله عنها نحوه وفيه راو مجهول.
الحديث ذكر المؤلف أنه ضعيف ولكن عموم الأدلة في هذا المقام تدل على وجوب العناية بغسل الجنابة وغسل الحيض والنفاس كما تقدم ولكن لا يلزم من ذلك أن ينقض الشعر0 ولو صح (أن تحت كل شعر جنابة) كفى غسل الظاهر ولهذا يكون غسل الشعر الخفيف الذي لا يمنع الماء فإنه يبالغ فيه المغتسل حتى يصل البشرة.
أما الشعر الكثيف الشعر المفتول فيكفى ظاهره فإذا غسل الإنسان ظاهره وعمه بالماء كفى ولا سيمابعد إدخال الماء إذا وصل الماء إلى أصول الشعر فإنه أكمل في حديث عائشة. وإن مر الماء على ظاهره واكتفى به كفى ذلك لحديث أم سلمة كما تقدم.
أما كونه يتتبع كل شعرة فليس هذا بواجب والحديث ضعيف ولو صح لم يكن المراد هذا بل المراد به تعميم الشعر بالماء وأن يغسله غسلا كاملا حتى لا تبقى شعرات قد نبا عنها الماء وتركها الماء هذا لو صح.
والأحاديث الصحيحة الثابتة تغني عن هذا وأن الواجب تعميم الماء ظاهر الشعر يعمه الماء ويعم الجسد وكفى.
أما وصوله إلى أصول الشعر فهذا من باب الكمال فإذا حصل ذلك فهو حسن ومن كمال الطهارة كما دل عليه حديث عائشة.
(فيدخل أصابعه في أصول الشعر، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض على
سائر جسده).
وحديث أم سلمة يدل على أنه متى عمه بالماء وفرغ عليه الماء هذا الشعر المفتول والكثيف كفاه ذلك.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 04:40 م]ـ
حبذا من يستطيع انزالها لنا بصيغة الشاملة
أسأل الله أن يجزي صاحبها خيرا وبارك الله فيكم
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 - 09 - 07, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيراً.
والرابط الذي وضعته لا يؤدي إلا إلى موقع غربي لغة أجنبية.
أرجو أن ترفع الكتاب على موقع آخر أو ترفقه إن أردت.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[02 - 09 - 07, 12:45 ص]ـ
للفائدة:
قال الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في مقدمة حاشية ابن باز على البلوغ ص10 ط الامتياز:
((هذا وسيتلو هذه الحاشية شرحُ سماحة الشيخ على البلوغ إن شاء الله تعالى)) أهـ