تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما د. محمد نايل ــ عضو مجمع اللغة العربية ــ فيرى أن تحقيق التراث رسالة يجب أن تضطلع بها أجيال الأمة، لأنها كنوز من المعارف والمعلومات التى تقوم عليها النهضة الحقيقية، كما أن العودة للتراث فيها البقاء والنهضة لأمتنا، مشيرا إلى أن مخطوطات التراث الإسلامى تقدر بعدة ملايين من العناوين.

ويطالب د. نايل فى هذا الصدد بضرورة إنشاء مراكز متخصصة لترميم التراث الإسلامى فى كل دول العالم العربي، يكون هدفها ترميم ما أتلفه الدهر من مخطوطات وتشجيع الباحثين لعمل دراسات علمية عليها ماجستير ودكتوراه، من أجل خلق أجيال كاملة مهمتها المحافظة على هذا التراث الكبير.

المحقق الأمين

ويقول د. حامد طاهر عميد كلية دار العلوم الأسبق: إن تراثنا فى حاجة إلى عملية غربلة لاستخلاص ما ينفعنا فى الحاضر والمستقبل، مؤكداً أن الطريقة المثلى للاستفادة من التراث تتمثل فى تحقيق الجانب العملى فى حياتنا، فما يقدمه هذا التراث لاحتياجاتنا الحالية هو الذى ينبغى أن نركز عليه، أما ما عدا ذلك فيدخل فيما يمكن أن يسمى "تاريخ العلوم" عند العرب.

ويشير د. طاهر إلى مضى أكثر من نصف قرن ونصف القرن على حركة إحياء التراث، التى كانت السبب وراء نشر آلاف الكتب وأمهات المراجع فى الثقافة العربية والإسلامية، ويعود إليها الفضل فى إيقاظ وعى الأمة العربية بتراثها المجيد كى تتقدم وتأخذ مكانها فى العصر الحاضر .. أما الآن فلم يعد التراث موضع تحليل أو نقد، واختفى المحقق الأمين.

دراسة نقدية للتراث

يقول د. عاطف العراقى أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة: للأسف، الذين يقفون على التراث، نجدهم مصابين بنوع من ازدواج الشخصية، لأنهم يقولون عكس ما يفعلون، حيث يقتصر المدافع عن التراث وتحقيقه على تمجيد ابن سينا بينما إذا مرض يكون أحرص الناس على العلاج بالطب الحديث.

ويضيف: يجب أن تتم دراسة التراث ثم فحصه فحصا نقديا، بحيث نسقط منه كل ما لا يتفق مع أسلوب حياتنا الحديثة ونأخذ منه أمجادا كثيرة أدبية وفلسفية، ولا بد من عملية الانتقاء والاختيار، ولا يصح ترك التراث وإلا سنصاب نحن أبناء الأمة العربية بفقدان الذاكرة، لأن كل أمة تقوم على التواصل وليس الانقطاع.

ويؤكد د. عبد الصبور مرزوق المشرف على لجنة تحقيق التراث ونائب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ضرورة وجود جهة رسمية تكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن عملية تحقيق التراث وجمعه ونشره وحمايته من التحريف، مشيرا إلى المعوقات التى تعترض الباحثين والمحققين فى هذا المجال، منها قلة المتخصصين، وصعوبة الحصول على الكتب التراثية، مما أدى إلى عدم بلوغ عملية تحقيق التراث المستوى المطلوب والذى يتناسب مع أهميته.

ويشير د. مرزوق إلى أن ضمان الأمانة لدى محققى التراث لا يمثل مشكلة لكن المشكلة الحقيقية هى عدم وجود متخصصين فى هذا المجال أو ندرتهم، لأن مشكلة الأمانة يمكن حسمها بالمراجعة والرقابة، لكن ثمة مشكلة أكبر تتمثل فى إمكانية جمع شتات كتب التراث العربى المتناثرة فى كل بلدان العالم تقريبا، مشيرا إلى وجود مركز للتراث العربى فى كل دولة أوروبية وهو مفتوح للقراءة والاستفادة.

ومن ثم يطالب د. مرزوق بإنشاء مراكز لتحقيق التراث وحمايته فى كل عاصمة عربية، كما يطالب بإنشاء كلية للتراث الإسلامى تحافظ عليه وتخلق أجيالا قادرة على حفظه واستيعابه وتقدير دوره فى حياتنا الثقافية.

تجار التراث

ويؤكد الكاتب والباحث المصرى طه محمد كسبه أن هناك من يرى أن التراث قيمة تعليمية وتثقيفية تعطى إحساسا بالعمق الثقافى والحضارى للأمة، وهناك فئة أخرى ترى أن التراث قيمة لا يمكن الاستغناء عنها كلية، لكن ليس من المعقول أن يكون للتراث قداسة مفروضة علينا مثل كتاب الله والسنة المطهرة، لذلك لا يصح أن يتحول التراث العربى والإسلامى برمته ــ والذى هو نتاج البشر ــ إلى صنم.

ويرى طه كسبه أن الوعى بالتراث من أهم القضايا التى يجب أن نناقشها ولتكن البداية من الحفاظ على التراث وإنقاذه من الإهمال والضياع والاندثار، ثم إحيائه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير