تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الفيومي في المصباح (ص 73):قوله عليه الصلاة والسلام (تربت يداك) هذه من الكلمات التي جاءت عن العرب صورتها دعاء ولا يراد بها الدعاء بل المراد الحثّ والتحريض

وص 128: ومن هذا الباب ما ورد بلفظ الدعاء ولا يراد به الدعاء بل الحثّ

والتحريض كقوله تربت يداك وعقرى حلقي وما أشبه ذلك

وقال ابن الأثير في النهاية: (1\ 71):وهي كلمةٌ لا يراد بها وقُع الأمر كما بقال تَرِبَتْ يداك وقاتلكَ اللّه وإنما تذكر في معرض التَّعَجُّب.

و (1\ 628): ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تَجْري على ألسِنة العرب ولا يُرادُ بها الدُّعاء كقولهم تَرِبَتْ يدَاك وقاتَلك اللّه

وقال ابن سلام في غريب الحديث (2\ 93 - 96):وقال أبو عبيد: في حديث النبي عليه السلام: تُنكح المرأة لِميْسَمها ولمالها ولحسبها عليك بذات الدين تربت يداك

وسم ترب عقر حلق قال أبو عبيد: أما قوله: لميسمها فإنه الحسن وهو الوَسامة ومنه يقال: رجل وسيم وامرأة وسيمة. وأما قوله: تربت يداك فإن أصله أنه يقال للرجل إذا قل ماله: [قد -] ترب أي افتقر حتى لصق بالتراب. [و -] قال الله عز وجل أَوْ مِسْكِيْناً ذَا مَتْرَبَةٍ فيرون والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر ولكن هذه كلمة جارية على ألسنةالعرب يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر ; وهذا كقوله لصفية ابنة حُيي حين قيل له يوم النفر: إنها حائض فقال: عَقْرا حَلْقا ما أراها إلا حابستنا. فأصل هذا معناه: عقرها الله وحلقها [و -] قوله: عقرها الله بمعنى عقر جسدها وحلقها بمعنى أصابها وجع في حلقها ; هذا كما يقال: قد رأس فلان فلانا إذا ضرب رأسه وصدره إذا أصاب صدره ; وكذلك حلقه إذا أصاب حلقه. قال أبو عبيد: إنما هو عندي عقرا وحلقا ; وأصحاب الحديث يقولون: عقرى حلقى. قال بعض الناس: بل أراد النبي بقوله: تربت يداك نزول الأمر به عقوبة لتعديه ذوات الدين إلى ذوات الجمال و المال واحتج بقوله عليه السلام: اللهم [إني -] أنا بشر فمن دعوت عليه بدعوة فاجعل دعوتي عليه رحمة له. والقول الأول أعجب إليّ وأشبه بكلام العرب ألا تراهم يقولون: لا أرض لك ولا أم لك وهم يعلمون أن له أرضا وأما؟ وزعم بعض العلماء أن قولهم: لا أب لك مَدْح ولا أم لك ذم. قال أبو عبيد: وقد وجدنا قولهم: لا أم لك قد وُضِع موضع المدح ; قال كعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه: [الطويل] ... هَوَتْ أُمه ما يبعث الصبحَ غاديا ... وماذا يؤدي الليلُ حين يؤوبُ ...

و قال بعض الناس: إن قوله: تربت يداك يريد به: استغنت يداك من الغنى وهذا خطأ لا يجوز في الكلام إنما ذهب إلى المترب وهو الغنى فغلط ولو أراد هذا التأويل لقال: أتربت يداك لأنه يقال: أترب الرجل إذا كثر ماله فهو مُترب وإذا أرادوا الفقر قالوا: ترب يترب

وقال ابن قتيبة في غريب الحديث (1\ 104): قوله عليك بِذَاتِ الدَّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ أي افْتَقَرَتْ قال أبو عُبَيْدٍ ولم يَردْ به الدُّعَاءُ لَكِنَّها كَلِمَةٌ جاريةٌ على ألسِنَةِ العَرَبِ يقولونها ولا يُريدُون وُقوعَ ذلك قال وقد قال قَوْمُ تَرِبَتْ اسْتَغْنَتْ وهذا خطأٌ لا يجوزُ وقال ابنُ عَرَفَةَ تَرِبَتْ يداك إِن لم تفعلْ

وقال الزمخشري في الفائق: 1\ 34

والأصلُ فيما جاء فى كلامهم من هذه الأدعية التي هي قاتلك الله وأخزاك الله ولا دَرَّ درّك وتربت يداك وأشباهها وهم يريدون المدح المفرط والتعجب للإشعار بأنّ فعل الرجل أو قوله بالغٌ من الندرة والغرابة المبلغ الذي لسامعه أن يحسده وينافسه حتى يدعو عليه تضجرا أو تحسرا ثم كثُر ذلك حتى اسُتْعمل في كل موضع استعجاب.

والحمد لله رب العالمين

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 10 - 05, 06:00 م]ـ

على كل حال الخلاف موجود في تفسير تربت يداك، والذي رجحه كثير من شراح الحديث عند شرحهم للأحاديث التي وردت فيها هذه العبارة أنها دعاء على المخاطب لا له، وعند وجود قرينة تصرف الدعاء عن ظاهره الذي هو الذم يتأولون أنه لم يرد بالدعاء ظاهره ولم يقصد معناه الأصلي فيكون مثل ثكلتك أمك أو أنه من باب أن دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على المسلم رحمة له:

فأما حديث تنكح المرأة لأربع ..

ففيه تفسيران مشهوران:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير